[ALIGN=CENTER][COLOR=red]التدخل الأجنبي مطلوب[/COLOR]
لكم الله أيها الشعب السوري المسلم ما سبب كل هذا القتل وهذا التنكيل وهذا التعذيب ! هل من يطالب بالحرية يقتل ، وهل من يطلب أن يعيش بكرامة يسجن ويعذب ، وهل من ينادي بالعدل والمساواة يسام سوء العذاب . أليست هذه سياسة الطاغية فرعون الذي قال في حق شعبه حينما تحرروا من عبوديته وطغيانه ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) .
إلى متى وأنتم صابرون أيها الشعب الثائر الصامد ، إلى متى وأنتم تتجرعون غصص الألم ومرارة الصبر .
لقد جربتم أنواع الصبر كلها لمدة خمسين سنة ، صبرتم على الظلم والفساد ، صبرتم على القمع والاستبداد ، صبرتم على الذل والهوان ، صبرتم وصابرتم حتى نفذ الصبر وثارت ثائرتكم وجدَت ثورتكم وخرجتم عن بكرة أبيكم . فصرتم إلى صبر من نوع آخر وما زلتم على الصبر صابرون ، صابرون على السجن وأزلامه ، صابرون على التعذيب وآلامه ، صابرون على التهجير وأشجانه ، صابرون على القتل وأحزانه .
إلى متى أيها الشعب الصابر المسالم . لقد استحر القتل فيكم ، وتساقط الشهداء بين أياديكم ، والظالم الطاغي يلهب النار فيكم ، فإن تستجيبوا وإلا يفنيكم ، هكذا الطغاة . الله من البعث وفي البعث ينجيكم .
هل من طريق تسلكونه يساعد في إنجاح الثورة ، انظروا وفكروا وقدروا ، هل هناك من مخرج ، كيف السبيل للتخلص من هذا البلاء . ما هو الحل لإسقاط هذا النظام الفرعوني الدموي الظالم الطاغي المتجبر
المظاهرات والثورات السلمية يجب أن لا تطول ، بل يجب المسارعة في إيجاد حل يساندكم ويرجح كفتكم ويسرع في التخلص ممن يبيدكم .
لا تركنوا إلى ما أنتم عليه . فالمظاهرات والثورات السلمية لن تزيل نظاماً قمعياً يسانده الجيش . أنتم تجابهون بصدوركم العارية دولة تساندها دولة وعصابة تساندها عصابة .
ولا يغرنكم وقوف بعض الدول بجانبكم فهي قد فعلت ذلك لأنها ترى أنكم أقوى من النظام وأنكم تستطيعون إزالته . ولو علمت هذه الدول أن فيكم ضعفاً وأن ثورتكم هدأت وأن الكفة مالت للنظام لانفضوا عنكم ولسارعوا إلى الاعتذار من النظام وطلبوا الصلح معه ، فالأنظمة دائماً مع الأقوى سواءً الشعب أو النظام .
ومهما طالت ثورتكم فنجاحها مرهون بأحد هذين الخيارين : إما التدخل الأجنبي ، أو انقسام النظام وانشقاق الجيش . وحتى مع الخيار الثاني ستكون النهاية طلب التدخل الأجنبي . وعلى هذا يصبح التدخل ألأجنبي هو الخيار الوحيد .
والكثير من المراقبين السوريين ينادون بعدم التدخل الأجنبي ويحذرون من ذلك ويذكرون مخاطره ، وهذا التحذير والمناداة يصب في صالح النظام أيضا، فهو يخشى من هذا التدخل ويعتبره نهايته .
ورغم سوء التدخل الأجنبي وخطورته إلا أنه لابد منه فهو حيلة المضطر وما حيلة المضطر إلا ركوبها ، ولن يكون التدخل الأجنبي مع خطورته أسوأ من نظام حزب البعث الاستعماري الذي يستعين هو الآخر بالأجنبي في القمع والبطش فهناك تدخل أجنبي من إيران ومن حزب الله .
ومن الأفضل أن يطلب الثوار التدخل الأجنبي وهم في قوتهم وزخم ثورتهم حتى يكون التدخل بشروطهم وإملاءاتهم بدلا من أن يكون التدخل بقرار أممي إجباري لحماية المدنيين . ومن حق رجال الثورة أن يشترطوا نوع التدخل الأجنبي كأن يكون عربياً أو من دولة مجاورة كتركيا ، وذلك من أجل التقليل من مخاطر التدخل والتحكم به قدر الإمكان .
والمعارضون للتدخل الأجنبي يعولون على انقسام النظام وانشقاق الجيش ، ولو حصل هذا فهو بالنهاية سيؤدي إلى تدخل أجنبي أيضا.
إذ لو انشق نصف الجيش وانضم إلى الثورة فستقع مصادمات عسكرية كبيرة ، قد يتفوق فيها المنشقون ومعهم الثوار وسيضطر النظام حينها إلى استخدام الدبابات والطائرات مما يرغم الثوار بالاستغاثة بالأجنبي لوقف الضربات الجوية وسيكون التدخل الأجنبي هذه المرة بشروطه وخياراته هو..
إذاً المصلحة تكون في حسم الأمر وإيقاف نزف الدم باستعجال التدخل الأجنبي بشروط الثوار وخياراتهم ، لأنه في النهاية هو الخيار الوحيد . ويجب استغلال الوقت حتى لا يقع المزيد من الضحايا وحتى لا تقمع الثورة وينفضَ الداعمون والمؤيدون من دول وهيئات .[/ALIGN]
[COLOR=blue]صالح علي الضحيان
مستشار تربوي
( صحيفة عين حائل ) خــاص[/COLOR]