[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الدعاية السياسية في مختلف وسائل الإعلام!!![/COLOR]
الإعلام يتم استخدام المصطلح "إعلام" للإشارة إلى العديد من المؤسسات الإخبارية مثل الجرائد والقنوات التلفزيونية وقنوات الراديو والمواقع الإلكترونية التي تقوم بنشر الأخبار إلى عامة الشعب.
ولكن بعض هذه المؤسسات تتعمد نشر أخبار هدفها فقط هو التحريض على الكراهية أو إثارة حماس طائفة معينة أو أنها تركز فقط على وجهة نظر معينة.
وهنا نطرح السؤال الأساسي في تركيبة الإعلام السياسي والدعاية،هل نستطيع اعتبار هذه المؤسسات "إعلامية" ؟... كيف تستطيع أن تفصل بين "الإعلام" و "الترويج"؟...
الدعاية :
يعتبر فن الدعاية في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، هو علم قائم بحد ذاته وسلاح ذو حدين، فالدعاية السياسية هي فن الإقناع ،ذات الأوجه الموشورة المتعددة والمختلفة الألوان ،وجدت حين وجد الإنسان وباستطاعتها التأثير على كافة البشر بفعل ساحر جبار هو فن المنطق.
الدعاية والإعلام :
إذا كانت الدعاية في إحدى تعريفاتها هي محاولة للتأثير على الأفكار باستغلال كل وسائل الاتصال الجماهيري، فهي تختلف عن الأعلام الذي يفترض أن تكون مهمته تزويد، الناس بالإخبار الصحيحة التي يستطيعون في ضوئها مناقشة والتوصل إلى الحلول والآراء.
الاشاعة ام الخبر :
حرب الإشاعة أو حرب الإعلام ، ففي هذه الحرب لا ينشر خبر إلا لغاية ولهدف للسيطرة على نشر الإخبار والتحكم في نشرها هذه الإخبار هي من أهم الأمور بالنسبة لأي جماعة أكانت أسرة ،أم عشيرة، مؤسسة أم دولة والمهم ليس صحة ودقة الإخبار التي تنشر ،بل دورها ووظيفتها ،أي فائدة لها للناشر وما تحقق له من غايات ودوافع ،كثيرا ما يتم نشر خبر غير معروف والتدقيق فيه والتأكد من صحته أو دقته،هدفه وغايته المعينة ،ومع ذلك غالبا يتحقق التأثير المطلوب،والمسيطر على نشر الإخبار،فالناشر هو من يملك أهم واقوي المؤثرات التي يستطيع استخدامها وتوظيفها في حرب الإشاعة.
دور الفضائيات في الدعاية الموجهة :
عرض العام الماضي على شاشة قناة "أم بي سي" العربية الفضائية مسلسل يومي تلفزيون، بعنوان صرخة حجر، المسلسل من إنتاج وتمثيل تركي، والذي أدى بدوره إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية - التركيا إلى حد تفجير أزمة حقيقية بين البلدين، وصلت حتى الإهانة للسفير التركي والتي تراجعت عنها إسرائيل باعتذار رسمي بعد التهديد بسحب السفير، وبالرغم من الضغط الذي مورس على المحطة لعدم عرض المسلسل إلا أنها لم تستجيب للقنوات الضاغطة،استاءت إسرائيلي من عرض المسلسل، لقد خصص التلفزيون الإسرائيلي على قناته العاشرة تقرير كامل من ليل الأربعاء بتاريخ 17 آذار"مارس" 2010 لمناقشة المسلسل، الذي يصف إسرائيل بأنها قتلت الأبرياء والأطفال الرضع،بالرغم من المسلسل الذي يصور سلاطين بني عثمان المدافعين عن القدس وشعبها طوال 400 سنة مضت، فان تركيا تحاول إن تكون الراعية لذلك التاريخ الإمبراطوري القديم، بسب الغياب العربي الفعلي عن دور الدعاية وأهميتها في فضح الأعمال والممارسات الإرهابية الصهيونية.
وبالرغم من هذا الفراغ العربي لعلية استخدام الدعاية تبقى هذه الحركة الإعلامية المصورة الجدية من الحرب الإعلامية التي تخاض ضد الفكر الصهيونية، هي فريدة من حيث التجربة التي تعري إسرائيل وتكشفها أمام الرأي العالمي على حقيقتها بسب الجرائم التي ترتكبها يوميا بحق الشعب الفلسطيني، من خلال استخدام الإعلام والبث الفضائي إلى العالم،والترجمة،إلى لغات عدة،إن هذا العمل المنفرد بغض النظر عما يحمل في طياته من رسائل مشفرة إلى الجميع تبقى هذه التجربة الأولى والبداية في إعمال إعلامية ودعائية،بالرغم من إن التجربة غير عربية علها تكون نقطة تحول نحو إعمال عربية موسعة دعائية عربية تقوم بفضح إسرائيل.
لان الإقرار بضرورة وأهمية العمل الدعائي والإعلامي العربي بوجه الممارسات الإسرائيلية الموجهة ضد شعبنا العربي والفلسطيني خاصة،تؤدي بالنهاية إلى بناء إستراتيجية إعلامية دعائية موجهه تفضح إسرائيل أمام معارفها وأصدقاءها ومن هنا نكون قد بدأنا العمل بطريقة صحية نحو دحض الشائعات التي تعمل إسرائيل على خلقها ونشرها في العالم ضدنا وضد قضيتنا المحقة .
ـ مرة جديدة يقوم الإعلام الفضائي بفضح فرنسا بتورطها في الانقلابات الموريتانية من خلال تقرير الخليل ولد جدود مراسلة قناة العربية الفضائية في جمهورية موريتانيا بتاريخ 15 تموز يوليو 2010 ،والذي يعلن فيه بان "المعارضة الرسمية الذي يتهم الدولة الفرنسية بوجود قوة خاصة تقوم بدعم النظام الحالي ،من خلال دعم فرنسا للدكتاتوريات المحلية على حساب الديمقراطيات الفتية التي تنشا في البلد، وفرنسا لها قدرة سابقة، وبارعة في رعاية على دعم جميع الانقلابات في الماضية التي جرت في الدولة بما فيها الانقلاب الحالي.
بالوقت التي تقوم فرنسا من خلال إعلامها ودبلوماسيتها بنفي هذا الطرح وبكونهم ملتزمون فقط مع الدولة الموريتانية باتفاقيات،"ضد الإرهاب،ونمو القوى المتطرفة ،الخ ... وهنا نشير إلى ما ورد في تقرير قناة العربية في الضفة الغربية من خلال مرسلها" عبد الحفيظ جعوان"،بتاريخ 15 تموز يوليو 2010 الذي يشير إلى أدان القضاء الإسرائيلي كل من الضابط والجنود الإسرائيليين الذين اعدموا الشاب الفلسطيني" اشرف أبو رحمة"، المعتقل ومكبل اليدين ومعصوب العينين، قاموا بإطلاق النار عليه وهو بين يديهم بعد اعتقاله في مظاهرة سلمية في "قرية بلعين قرب مدينة راما الله".
ومنذ سنتين حاول القضاء والمدعي العام الالتفاف على القضية وإظهارها بأنها جريمة من اجل الدفاع عن النفس، لكنه لم يستطيع بسبب ضخت مؤسسات المجتمع الدولي والناشطين العالميين،والهيئات القانونية والدولية العامة والمحلية الخاصة استطاعت أن تلعب دورا هامنا في تبيت العدالة المنقوصة والمفقودة، فتبت القانون في دولة لا يوجد فيها قانون لكن الحركات الدولية التي اتخذت من هذه القضية شعارا أساسيا في تحركهم لفضح جرائم هذا العدو،من هذا الحركة التضامنية الدولية ، فرضوا على الدولة العبيرية ، الإقرار بهذه الجريمة التي ارتكبها هؤلاء العسكريين ولا احد يستطيع منهم لفلفت الجريمة لكونها موثقة في كاميرات المراسلين والصحافيين ولكون هذه الجريمة أصبحت في العديد من أرشيف تلفزيونات المحطات الفضائية التي فضحت هي بدورها إجرام هذا الكيان المتعصب والحاقد من خلال عرضها بالشكل الطبيعي ،من هنا نرى أهمية الدعاية الإعلامية التي تقوم بها الفضائيات العربية والعالمية.
دور الإعلام المكتوب والدعاية :
يستعمل الأعلام المكتوب لغة مميزة في عرض الدعاية السياسية المكتوبة من خلال كتابة بعض الصحفيين ،وإعلاميين يتميزون ، بنشر دعاية إيديولوجية خاصة تسمى "الدعاية السياسية"أو الدعاية "المضادة "، من خلال الصفحات اليومية المكتوبة لتصل لجمهورها "المتلقي "هذه الرسائل الإعلامية الدعائية، ما هي إلا للتأثر على عقول وأحاسيس القراء، فالإعلام المكتوب يختلف عن الإعلام المرائي والمسموع كليا ،لان الإعلام المكتوب ينقسم من ناحية الانتماء السياسي والإيديولوجي كما هو شأن الصحف اللبنانية الكبرى والصغرى، التي ينتمي كتابها وقراءها أيضا إلى فئات الصراع الموجودة والممترسة خلف "الجبهات الحالية المتصارعة على الساحة اللبنانية" انطلاقا من المواضيع المتناولة والمكتوبة على صفحات الصحف، نرى ظهور الدعاية السياسية التي يتم الترويج لها من قبل أطراف الصراع في الساحة اللبنانية والتي تختلف فيما بينها، وفقا لذلك نرى المقالات السياسية والإيديولوجية التي يقوم بكتبتها كتاب هذه الجرائد وتحديدا الرأي الحر، التي تأخذ الطابع الحزبي المنتمي فكريا وسياسيا إلى فريق معين يخوض صراع طويل وكبير ضد إسرائيل وترى في كل كلمة تعكس طرحها هو بالأصل مغاير ويخدم العدو الإسرائيلي ففي جريدة الإخبار ،هذه الحالة التي تمارس في الإعلام المكتوب ما هي إلا حربا فكرية وسياسية يومية من خلال طرح تصورات وأفكار، وسيناريوهات، مثلا :
"لحرب مقبلة ،" بين حزب الله والعدو الإسرائيلي "،ويصبح هذا التحليل أو القراءة السياسية النظرية للكتاب أو الإعلاميين، لتتحول فيما بعد إلى حقيقية يبنى عليها تصورات"وهذا ما يقوم به الإعلامي الزميل حسن عليق في قراءة سياسية تحليلية تأخذ طابع المعلومات الاستخباراتية من خلال مقالته التي تنشر له في جريدة الإخبار اللبنانية اليومية المعارضة الموالية لجبهة 8 آذار ،والتي على صفاتها ، تتم تحليلاته وتصوراته الخاصة في مقالته اليومية المتعددة،وهذه مشكلة وجدت خلاف طارئ بعد ظهور مقالة "الزميل حسن عليق في جريدة الإخبار اللبنانية بتاريخ 11 آب 2010م تحت عنوان " الجد في السان جورج والمعلم في مسرح جريمة اغتيال غانم" والتي استدعت من وزير الدفاع اللبناني " اليأس المر "إلى عقد مؤتمر صحافي عاجل ردا على مقالة عليق مستنكرا فيه المعلومات المطروحة في المقالة والغير دقيقة ،ودون ذكر مصدرها الحقيقي،و الذي يتوجب على الإعلامي ذكرها ،وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التوقف فيها أمام معلومات الزميل "حسن عليق" الذي يستعملها في كتابته الإعلامية، والذي ندعو القارئ إلى الرجوع والاطلاع عليها من خلال استعمال الانترنيت "، بالتالي تم استدعى الإعلامي عليق إلى مركز الاستخبارات لطرح بعض الأسئلة المتعلق بالمقالة.
عندما نقوم بقراءة مقالة من مقالته الجيدة المنشورة في جريدة الإخبار،لا تدل على كونها مقالة صحافية افتراضية أو قراءة للمشكلة من وجهة نظر الكاتب ،لكونها يطغى عليها معلومات صحافية تدخل في إطار" المعلومة الدعائية السياسية"، كما هو متعرف عليها في علم الصحافة، وذات مصدر خاص يزود بها الصحافي ،وهنا يتم الوقوف العلي إمام الإعلام الدعائي السياسي الذي يتم الترويج له من قبل سياسيي " حزبين ملتزمين بخط سياسي واضح ،تكون الجريدة العامة هي مكان الترويج الدعائي وليس الإعلام الحزبي الذي يقوم بهذه المهمة،وإذا التزمت الإخبار الهدوء النسبي وهذا من المستحيل لان مهمة الإخبار مهمة دعائية بامتياز ،تكمل هذه المهمة جريدة السفير اللبنانية،من خلال موقفها وطرحها السياسي المتلازم مع الإخبار،فإذا كانت الصحافة اللبنانية مشغولة بهم لبناني وطني ،تأتي إلى تلبية هذه المهمة جريدة الوطن السورية ،بطريقتها الإخبارية التحريضية ،والتهكمية في تحليلها وتعطيها مع الأمور وتسريبها للإخبار والمعلومات .
لكن مهمة جريدة المستقبل اليومية إذا كان فيها موقف أو رأي سياسي واحد يناقض الطروحات الأخرى فإننا نرى العديد من الآراء والأطروحات التي تفقدها الالتزام الحديدي والمتصلب في الجهة التي تمويلاها ماليا ،وهذا ليس واقع جريدة النهار اللبنانية والجرائد الأخرى كالديار والأنوار والبيرق والشرق،وهذا ما يدل على الليبرالية الفعلية التي تتمتع به، هذه الجرائد التي تحتوي على كتاب مختلفين ومتنوعين الانتماء والتفكير السياسي ،نتيجة معالجتهم للمواضيع الساخنة على الساحة اللبنانية والعربية ،لكن الذي يأتي ليسد الفراغ الدعائي السياسي في جبهة الموالاة من خلال نشر معلومات وتحليل أراء هي جريدة السياسة الكويتية،من خلال اعتمادها على كتاب ينشرون تحليل وآراء خاصة ، دون خوف من الرقابة أو الحذف .
تعتمد السياسة الكويتية على مصادرها الخاصة التي تشير فيها أثناء تناولها لأي موضوع سياسي يأخذ نوعا من الشكل الدعائي. وبناء على هذا يكتب الإعلامي حسان حيدر في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 12 أب 2010، مقالة تحت عنوان "خيبة أبو عدس" ،وهذا ما يعيد تأكيد طرحه في نشر الدعاية السياسية التي تستخدم أصحاب الأقلام المشهورة لكي تعطي صورة دعائية لعملها الإعلامي الذي يخدم سياسة الطرف الذي يحاول نشر وجهة نظره الدعائية كما يكتب الإعلامي اللبناني سامي كليب في جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 5 أب 2011 ،مقالة تحت عنوان "مسلحو سورية والموقف الروسي"،وكذلك مقالة للإعلامي اللبناني حسن عليق بتاريخ 15 أب 2011، في جريدة الأخبار اللبنانية تحت عنوان"انفجار إنطلياس :الرواية الكاملة"، ومقالة الصحافي الأمريكي "دافيد كنيز "في مجلة فورين بوليس الأمريكية بتاريخ 5 أب 2011 تحت عنوان "حماة المذبحة "،والتي كانت ردا على دعاية النظام السوري وتعامله مع أهلها،في فترة الأب وفي فترة الابن والمجزرة واحدة بحق أهل حماة تحت صفة لصقت بهم بأنهم إرهابيون وسلفيون وأخوان،والتي هذه الدعاية السياسية التي حاول النظام السوري تسويقها من خلال فبركة لأخبار ومعلومات خاصة به ،جاء الرد على دعاية النظام ، بالدعاية المضادة التي هي وحدها تستطيع أن تضع حدا فعليا للدعاية السياسية التي يستخدمها النظام السوري وآخرين مثله لبث دعايتهم الوهمية التي يتلقها المشاهد والقارئ ،لتشكل هذه الدعاية نوعا جديدا لنشر الإشاعة الإخبارية في وسط متلقي الرسالة الإعلامية .
الإعلام الصهيوني ودعايته السياسية:
ـ يعتبر المطلعون على الإعلام الإسرائيلي بان العدو الصهيوني لايزال يناور في بث الدعاية السياسية في إعلامه بشكل عام والمكتوب بشكل خاص، من خلال كتابه ومحلليليه السياسيين بتسلط الأضواء على معركة ومواجهة إعلامية وعسكرية ،ضد إعلام الحزب،وسلاح حزب الله،والحزب نفسه، من خلال العديد من النوافذ الذي يستطيع الدخول عبرها إلى نفس العالم كله ،بالأمس كانت حملة العدو من خلال ورشة عمل دولية قام به إعلامه بلغاته المختلفة ،بامتلاك حزب الله سلاح متقدم من صواريخ "السكود" ذات البعد الطويل،واليوم يشن حملة شعوا على المؤسسة التركية والحكومة من خلال تعين قائد أركان جديد للجيش التركي،ذات الخلفية الإسلامية المتطرفة الذي له صلة قوية بإيران الذي سوف تكون تركيا ممرا أساسيا لتسليح حزب الله عن طريق إيران .
والحملة الإعلامية الدعائية الإسرائيلية، تهدف إلى شن هجوم على تركيا بظل الخلاف الشديد بينهما بعد القرصنة التي قام بها الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية ،والهدف الثاني لايزال سلاح حزب الله في الواجهة. [/ALIGN]
[COLOR=red]د.خالد ممدوح العزي
صحافي باحث إعلامي، مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]