[ALIGN=CENTER][COLOR=red]صمت عالمي على جرائم الأسد ،والشعب السوري ضحية الالتزام بأمن إسرائيل...!!!
الرستن وتلبيسة مدن من رماد:[/COLOR]
أخيرا ظهرت العصابات المسلحة التي بقي النظام السوري يحاول التسويق لها طوال 7 شهور ،بعد فشل ذريع حضي به النظام سقط القناع وبان الوجه الحقيقي للنظام السوري ،فكانت معركة الرستن الذي خاضت فيها كتائب الأسد معركة دامية مابين القوات العسكرية المنشقة عن نظام بشار الأسد وجنوده وشبيحته المدججة بأحدث الأسلحة والدبابات والسلاح الثقيل والمروحيات 5 أيام من القتال الشرس بين قوات الجيش الموالية والمنشقة ،دخلت قوات الأسد في 1 أكتوبر بعد أن استباحت المدينة وسكانها وتحويل سكانها إلى معتقلين في مدارس المدينة 300 معتقل جزت بهم الحكومة في معتقلاتها المستحدثة في مدارس المدينة.
لم تعد تستطيع دمشق إخفاء حقيقة الانشقاقات العسكرية في وحدات جيشها المختلفة،فالعصابات أضحت واضحة فالمعركة بين الجيش نفسه وهذا يدل على غياب العصابات التي حاول النظام تسويقها، وهذا يعني بان الانتفاضة السورية بدأت تدخل تدرجيا في عسكرة يحاول النظام فرضها بطريقة معينة من خلال الهوس والإفراط في ممارسة القوة الحربية والعسكرية الذي يحاول فرضها النظام على جمهور الانتفاضة والعسكر الذي يلتحق فيها،فحسب معلومات المحللين والخبراء العسكريين بان عدد الجيش المنشق يفوق عدده فوق 10000 مقاتل وكلهم من ضباط الصف والرتب العلية،ولكن شيئا فشيئا سوف تمارس هذه العناصر مبدأ الحماية من البطش والفتك من خلال استعمال السلاح ،بالوقت الذي يعتبر ميزان القوة بين الطرفين حاليا غير متناسب لان قوات الأسد الذي يملكها تبلغ 60الف عسكري من فرق خاصة كالفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والقوات الخاصة والتي تقاتل من اجل الرئيس ومسلحة بأحدث الأسلحة والتقنية والكفاءة العالية ،بالوقت الذي لا يمكن المقارنة بين الجيش العادي الذي يقع ضمن الانشقاقات وفقدانه للقدرات العسكرية والتقنية الفعالة ،ولكن بحال حدوث اية معارك عسكرية قد يكون الفوز العسكري لصالح الجيش العادي الذي يقاتل من اجل بلده وحماية شعبه عكس الكتائب الأمنية التي تقاتل من اجل شخص وعائلة ،وهذه الحالة مشابها للحالة الليبية عند اندلاع الحرب بين الثوار وقوات ألقذافي،وبالتالي ميزان القوى مال لصالح الثوار وفرار كتائب ألقذافي.
فالانشقاقات حالة خطيرة تفرض نفسها على النظام السوري والذي حاول تلافيها في البداية ،والقضاء عليها كما دلت عملية خطف العقيد حسين هرموش أول ضابط منشق وتأسيس لواء ضباط الأحرار،وهذه القوات تحاول الهجوم على مدينة التلبيسة لقمع الحركة العسكرية المنشقة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ،بان معركة الرستن والتبلسية هل هما بداية لعسكرة الانتفاضة السورية .
جمعة جديدة من التظاهرات في سورية:
لم تعد المظاهرات السورية تكمن في ظهور وخروج للجماهير السورية والتظاهر بل تعدت ذلك الى ان تكون مظاهرات يومية نهارا وليلا ،فالمظاهرات الشعبية التي أضحت مستمرة دون انقطاع ومتواصلة بشكل دائم ،فالشعب الذي يصر رغم كل شيء على مواجهة النظام السوري فالقضية أصبحت مسائلة مبدأ بين الشعب الذي يصر على خروج الرئيس والمطالبة بإعدامه ،والرئيس الذي يعتبر بان سحق الانتفاضة هي مشكلة شرف له وإعادة اعتباره كرئيس يبني قوته على توازنات دولية مركبة وفقا لمصالح دولية دون التفكير بالشعب السوري ودوره ،وبالتالي أصبحت حركة التنسيقيات يومية من خلال الخروج كل يوم بمظاهرة ذات اسم وكل يوم أصبح جمعة وكل جمعة أصبحت مشهدية يومية ،يتم التضام معها في كافة المدن ،كانت يوم الأحد 25 أيلول جمعة الشهيدة زينب ألحصني في حمص والثلاثاء في 27 أيلول في دير الزور التي أطلقت عليها ثلاثاء نواف البشير زعيم عشائر البكارة ،والخميس في 29 أيلول خميس اللاذقية عروس البحر المتوسط.الخ وهذا أضحى يربك النظام وينهك قدراته البشرية والمعنوية والأمنية،وهذا يعني بان الشعب مصمم على متابعة الطريق بالرغم من كل السكوت المخجل من قبل العالم العربي والغربي بالرغم من الصيحات المخجلة من بعض الدول ،لكن الشعب حسم وأمره وصمم على متابعة طريقه مهما كلفه ذلك من زرع أرواح سورية تموت من اجل سورية الحرة والجديدة.
جمعة عربية بامتياز:
جمعة جديدة في سورية يخرج الشعب فيها للتظاهر في مدن ونواحي سورية في 160 تظاهرة في مختلف المناطق ،من جديد تنجح تنسيقيات الثورة السورية بتجميع اكبر عدد ممكن من الشعب والخروج بمظاهرات كبيرة ،بالرغم من الحصار المحكم التي تفرضه القوات الأمنية والعسكرية ،فكل الجمعات السورية التي تم تسميتها كانت خاصة وداخلية ،لكن جمعة هذا الأسبوع كانت عربية بامتياز من خلال الاسم الذي تم تسمية الجمعة في كل من سورية واليمن ،وكان الشباب في البلدين يؤكدون على وحدة الشعوب العربية،ودعم الشعوب بعضها لبعض بعيدا عن الصمت والسكوت الرسمي العربي،لان المصير هو واحد بين الدول القمعية والمستبدة،لقد تم تسميتها باسم جمعة النصر "في شامنا ويمننا"بتاريخ 31 أيلول سبتمبر2011 ،فالهتافات كانت موحدة في كل من اليمن وسورية، وكانت أبرزها بان الأسد وصالح فقدوا الشرعية الشعبية والدولية والأخلاقية، فالشباب بهذه الجمعة استحضروا على تنائيه العرب،بالرغم من استمرار النظم لا يزال يعزف نفس المعزوفة بان العصابات المسلحة هي التي تخل بالأمن السوري. المشهد السوري واليمني أضحى واحدا والقمع واقتل هو نفسه ولإرهاب هو نفسه فسورية واليمن ثورة مستمرة حتى إسقاط صالح والأسد.
الاطفال في الحراك الشعبي:
تعتبر الثورة السورية هي أول ثورة في العالم يفجرها الأطفال الذين خرجوا من مدرسة من مدارس مدينة درعا السورية،وكتب شعارات على الحيطان طالبوا بإسقاط النظام السوري ،فكان عقابهم الموت والقتل والتنكيل بهم بطريقة بشعة أكثر ما يتصوره الإنسان ،فالأطفال كانوا أشجع من كل شعب سورية الذين فهموا الوضع منذ اليوم الأول بأنه لا يمكن مهادنة نظام الأسد الذي يعاني من مشاكل جنون "جنون العظمة"لقد طالبوا بسقوطه،الأطفال كانوا يخرجون في المظاهرات وقادوا مظاهرات وهتفوا بحناجرهم الصغيرة ضد الأسد وتحده ،فكان مصيرهم الموت والانتقام منهم .
حسب التقرير الرسمية لحقوق الإنسان والمنظمات المدنية والدولية تقول بان عدد الأطفال الذين قتلوا في الحراك السوري بلغ عددهم حوالي 245 طفل تم قتلهم بدم بارد من قوات الأسد وعصاباته،فالطفولة السورية تتهم بالسلفية وتقتل لأنها خرجت للمشاركة في ثورة الشعب السوري المتهمة بكونها ثورة إرهابية وتشكل مؤامرة على نظام دكتاتوري قمعي شمولي يقتل ويذبح ويغتصب ويسرق ويدمر ويحرق ،حتى الحمير لم تنجى من جنونه ،فكيف بالطفولة البريئة التي تقتل وتعذب بطريقة سادية وهوس جنسي ،فالكل يتذكر الطفل حمزة الخطيب التي سمى الثوار جمعة باسمه ،كيف تم التنكيل بجسمه وتم خلع أسنانه وقطع ذكره الجنسي ،من قبل نظام مقاومة وشبيحته وعصاباته مقاومين.المدارس السورية مقفلة والطلاب لا يذهبون إلى المدارس التي حولها النظام لاعتقال أهلهم وشعبهم ،لا يردون الالتحاق بدروسهم حتى تتحقق رغباتهم ومطالبهم بإسقاط نظام الأسد ،وسوف يشاركون بكل المظاهرات والمسيرات التي تخرج في سوريا يوميا حتى اسقط الأسد.
الوضع الاقتصادي السوري:
لا شك بان النظام السوري يعني من ضيق اقتصادي كبير سبب العقوبات الاقتصادية الدولية، وعدم الإمداد من قبل الحلفاء الذين يدعمون النظام السوري بالمال والعتاد فالاقتصاد السوري بدأيعاني من مشالك مختلفة وفقا للتالي :
1-النظام السوري يدفع أموالا هائلة للعتاد والتذخير والتقنيات والأجهزة التي تستخدم في قمع الانتفاضة،
2- دفع أموال كبيرة تدفع للمخبرين "والعواينية والشبيحة" في هذه الحرب ،وحسب المعلومات التي تقول بان الأسد يدفع يوميا للشخص الواحد من المخبرين 30 يور ،وبالتالي يتم استخدام الأقليات السورية ن اجل خدمة نظامه،
3- فكل هذا التضخم الاقتصادي التي تعانيه سورية منذ اندلاع الانتفاضة حتى اليوم حاول الأسد حله بفرض ضرائب كبيرة على الحاجات اليومية التي تخص المواطن من اجل الضغط على الشعب ،وافهم المواطنين بان عقوبات الغرب وضعت ضد الشعب وليس ضد النظام ،فالغرب يحاول تجويع شعب سورية وقتل أطفالها،
4-منع الاستيراد من الدول المجاورة، فالأسد يشن حربا اقتصاديا ضد شعبه.إضافة إلى محاولة النظام الدؤوب لطبع عملة تعوم السوق لتفك أزمة النظام لمرحلية،بالرغم من منع النظام من طباعة أي عملة،مما يسمح للنظام بالهروب حاليا إلى الأمام لفك أزمته الاقتصادية نحو دول كروسيا والصين وإيران ،والالتفاف على الغرب من جديد.
5- تعاني سورية بشكل عامة من أزمة اقتصادية خانقة بسبب التوقف الكامل عن العمل للشعب المتظاهر ،وغياب الاستثمارات والسياحة وتوقف البناء والإنتاج وهروب الرأسمال السورية والأجنبية إلى الخارج،وبدأ الاحتياط الرسمي يتآكل،وحلب وتجارها لا يستطيعون الصمود بوجه الانهيار الاقتصادي السوري ،ومخارج سورية المفتوحة من لبنان والعراق وتركيا لن تحل أزمة سورية الاقتصادية وتنقذ نظام الأسد الذي بدأ يعاني فعليا من العقوبات الأحادية التي لاتزال بعيدة عن أي إقرار أممي رسمي من مجلس الأمن،
مجلس وطني انتقالي سوري:
وأخيرا تم تشكيل مجلس انتقالي في اسطنبول في 28ايلول نهار الأحد،وهذا المجلس الذي انضوت في ظله حوالي 80% من كافة المعارضة السورية وبغض النظر عن كيفية تركيبة هذا المجلس ،لكنه تشكل ورحبت به كافة التنسيقيات السورية الثورية في الداخل، فالمجلس له مهمتين :
المهمة الأولى: تكمن في كيفية إدارة المعركة الداخلية التي تقوم على التنسيق بين كافة الفئات والقوى المشاركة في الحراك الثوري من اجل إسقاط النظام ،من خلال الاستمرار بسلمية التظاهرات بالرغم من شلالات الدم لذي تنزف يوميا في كافة الأراضي السورية فالدم هو ضريبة الحرية .
المهمة الثانية :هي مهمة خارجية تكمن في نسج علاقة جيدة مع كل الدول التي تتعاطف مع الثورة السوري،وكذلك بناء علاقة مع الدول التي لا تتعاطف مع الثورة السورية والعمل على شرح أفكارها وخططها المستقبلية،إضافة للبدء السريع بالعمل على انتزاع السلطة الرسمية السورية من قبل نظام الأسد لصالح المجلس الانتقالي الجديد.وبالتالي أن أهم خطو تعد في مسير الانتفاضة السورية هو الاتفاق على تشكيل مجلس انتقالي سوري بغض النظر من اعتراضات الكثير على بنية هذا المجلس والتي تعتبر اعتراضاتهم مشروعة ،لكن الأهم هو النضال من اجل إسقاط النظام من خلال هيئة سورية رسمية موافق عليها من شباب الثورة .
كواليس مجلس الأمن الدولي:
فشل المشروع الأوروبي التي قدمته الدول الأوروبية"فرنسا البرتغال وألمانيا وبريطانيا" الأربعة إضافة إلى أمريكا إلى مجلس الأمن بتاريخ 28 أيلول"سبتمبر"2011، من اجل التوافق على إدانة رسمية للممارسة للنظام السوري في قمعه للمظاهرات الشعبية السلمية ،والسماح للتظاهر بسلمية دون قمعها بالرصاص ،من خلال سحب الجيش السوري من المدن وإعادته إلى ثكناته وأعطى النظام مهلة شهر واحد لتنفيذ قرار مجلس الأمن من خلال مبعوث رسمي يقدم تقريرا للرئيس بعد هذا الشهر عن كيفية الالتزام بتنفيذ هذا القرار،لكن القرار الذي تم نقاشه في 5 أكتوبر "تشرين الأول"بالفيتو الصين والروسي ،بالوقت التي صوت عليه 9 دول واعترضه عيه كل من لبنان والصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل ،فالروس يعتبرون بان قرار مجلس الأمن هو فخ يضع النظام السوري فيه لأنهم قدموا مشروعا بديل لمجلس الأمن يدين العنف في سورية ويحمل المتظاهرين والنظام المسؤولية وعدم تحديد موعدا لتنفيذ القرار ومطالبة مجلس الجامعة العربية بالتحرك السريع من اجل،طبعا موقف روسية غير أخلاقي وأنساني في التعامل مع الحالة السورية ،فالموقف السوري ينبع من موقف شخصي ومادي مبني على مصالح اقتصادية ضيقة . فالرفد الروسي يكمن في التفاوض على تحسين شروط روسيا الاقتصادية بالوقت التي قالت روسيا سوف تقوم باستقبال وفد المجلس الانتقالي السوري أخر الشهر وبالطبع هذا موقف مشروط بتحسين شروط التفاوض وضمان مصالح روسيا واستثماراتها البالغة 4 مليارات في سورية ،فروسيا التي تبرر موقفها بأنها لا تريد تكرر تجربة ليبيا طبعا صح هذا الموقف لان روسيا خاسره خسارة كبيرة لتغير النظام الليبي لا ليبيا سوق سلاح كبير لبيع الأسلحة الروسية فيها.
بالرغم من الاعتراض الأمريكي والبريطاني على كلمة المندوب السوري في مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري وخروجهم من الجلسة ،غير كافي من الدول الغربية والعالمية التي تضع مسائلة حقوق الإنسان والحرية بالدرجة الأولى وبالوقت الذي نشهد سكوت عربي وإسلامي رسمي على جرائم النظام السوري،إضافة للموقف الروسي والصيني الذي ترجمته باستخدام حق الفيتو في عدم تمرير قرار دولي في لجم نظام الأسد الدكتاتوري البائد والمهووس ،فهذا الصمت يساعد النظام ويشجعه في استخدام القوة والبطش والفتك والإجرام المفرط بظل سكوت عالمي وعربي وإسلامي رسمي ،فهذا يدل بان العالم كله يهتم لأمن إسرائيل ومصالحها الخاصة ،ولا يهتم لذبح الشعب السوري اليومية الذي يمارسها نظام بشار الأسد الدكتاتوري القمعي.
الأمل الوحيدة بالتغير هو صمود الشعب السوري البطل الذي يدفع الثمن الباهظ لاستقلال القرار العربي ،وهذا يتوقف على نضال الشعب اليومي ،وعلى القيادة السورية التي يقع على عاتقه قيادة المعركة لتغير سورية البعثية وبناء سورية الحرة الجديدة.[/ALIGN]
[COLOR=blue]د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي، و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
( صحيفة عين حائل )خـاص [/COLOR]