[ALIGN=CENTER][COLOR=red]القذافي .. موت بطعم الحياة[/COLOR]
من اللائق أن يموت "القذافي" هذه الميتة! ، فهوَ كشخص يُعتبر مُقاتلاً و إبناً للصحراء ، و كسياسي
فلا يعتبر نفسه رئيساً لدولةٍ تتضمنُ شعباً و جيشاً و قيادة و مرافق حكومية شتى ، لكنه يحكمُ وفقَ
سياسة قتالية بحتة متى ما أشتمَّ رائحة التمرد لأعوانه ضباطاً أم مدنيين ، فأنسل القتل و القتال الذي
يتمحور في ذهنيةِ عقيد عسكرياً ، و طاغية أمام مناهضوا القمع و التدمير ممن هم ينتسبون
للمجتمع المدني الذي لا همَّ له إلا تعزيز الإرادة لحياةٍ كريمة .
كانَ العقيد القذافي مُستفزاً لشعبه على المدى الطويل ، فالإعلام بيده آنذاكَ الوقت ، و لديه هوسٌ كبير
بصناعة الإمبراطوريات العظمى للقادة العسكريين كنمط عسكري يستهوي هذا الحاكم ، و مثل هذه
الأنماط لم تعد تفي بغرض الرئاسة لشعبٍ و وطن آمن ، فكانت الثورة الليبية - حينها - تتولد إلى أن
إنفجرت ولم تستكن طيلة إندلاعها مع إطلاق الفتيل لما يُسمى بالربيع العربي .
الحُريات التي يتم قمعها بالحرق و الإغتصاب و الإذلال للشعوب لزاماً لا تموت ولا تستجيب لمثل هذه
الردود - البوليسية - بل تكبر و تجاري كثيراً من المتاعب التي تصبرُ على الإبتلاءات بما أحل بها من
كبت و قهر لأبسط مقومات المدنية الكفيلة بالعيش الكريم لمواطنيها الذين كانَ من المُحق أن ينتصروا
إزاء هذه المعركة القاهرة و الدامية طويلاً على مدار أشهر مضت فهي تشبه إلى حدٍ ما معارك
الصحراء تماماً! ، كتلك التي تعود إلى حقبةٍ زمنية آنفة إبان الإحتلال الإيطالي لليبيا في زمن عمر
المُختار إنما الإنتصار القائم راهناً على نظام "القذافي" هو إنتصاراً لهيبة المُختار الذي قُتل على يد
القوات المحتلة شنقاً ، و شتان بين زعيمٍ وطني و بينَ عقيدٍ "همجي" لا يأبه بمصيرٍ هذا الشعب الذي
يكتب بطولته بقلم الثوار الأحرار .
ما حدثَ للقذافي ، أعاد إلى وجدان المواطن الليبي كرامته و بطولته ، شجاعته و جلَّ أدبيات حياته التي
ذاقت القهر ، لكنها أدركت النصر مؤخراً بنهاية معركة ثوريَّة - بطولية - قد لا تتكرر على مرَّ التاريخ
العربي على وجه التحديد ، أو ربما عبرَ الأزمان القادمة ، فالنظام الذي سقط بإسم "القذافي"
و أسلوب مثل هذا الحُكم لا يعيش طويلاً ، ولا يُمكن التنبؤ على إستمراريته أو إستنساخه! ، إنها معركة
بمثابة منهج ثوري قوي ، شيمته الإصرار ، و عزيمته الحياة ..[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد المساعد
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]