[ALIGN=CENTER][COLOR=red]نزف الأرواح .. وقلوب تخالجها الأحزان والجراح[/COLOR]
قال الله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة )) .
ما أن حاولت القلوب أن تنسى حادثة الحريق الذي شب بالأمس في مدارس براعم الوطن الأهلية بجدة وراح ضحيته معلمتان وعدد من الإصابات حتى فجعنا في صباح هذا اليوم الأحد : 24/12/1432هـ بالحادث المأساوي الذي هز المجتمع الحائلي لطالبات جامعة حائل والذي راح ضحيته ( 11 ) طالبة وإصابة إثنتان أخريات بإصابات بليغة تنومتا على إثرها في قسم العناية المركزة .
بداية ندعو الله أن يتغمد المتوفيات بواسع رحمته و أن يسكنهن فسيح جنانه ونعزي في ذلك أولياء أمورهن في هذا المصاب الجلل ونبتهل إلى الله عز و جل بأن يلقي في قلوب أهلهن الصبر و السلوان وأن يشفي المصابات إنه سميع مجيب .
قلب واحد .. ومصاب واحد ....
أيها الأب العزيز و أيتها الأم العزيزة في صباح هذا اليوم ودعتما إبنتكما رحمها الله بالدعاء لها بالتوفيق و أن يحفظها الله على أمل اللقاء بها في الظهيرة بعد عودتها من الجامعة ولكن أقدار الخالق جل وعلى كانت فوق كل شي حيث إختار الله لها أن يكون هذا الوداع أبدياً وبإذن الله يكون ذلك الوداع إلى جنان رب السماوات .. فيكفيكما فخراً أيها الوالدين أن إبنتكما سلكت طريقاً تلتمس فيه علماً وبإذن الله يكون لها به طريقاً سهلاً إلى الجنة .. ذرفت دموعكما على حبيبة القلوب بأحزان خالجتها معاني الأبوة و معاني الأمومة ليس لكما حول ولا قوة إلا التسليم بقضاء الله وقدره والصبر على ما أصابكما و إحتساب الأجر في ذلك من الله ونحن ذرفنا دموعنا حزناً عليهن فنحن في مجتمع إسلامي يده واحده .. جسده واحد .. قلبه واحد .. مصابنا واحد .. وفرحنا واحد . وفي موقف واحد ها نحن نودعوا لهن معكم بالرحمة والمغفرة .
وقفة ...
نتسائل إلى متى سيستمر مسلسل نزف الأرواح ؟ ومتى يحين الوقت لإيقافه وبحث الأساليب وطرق العلاج ؟ الكل منا حتماً سيسأل نفسه هذا السؤال ... من المتسبب في هذا الحادث بعد الله هل هي السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ ؟ أم الطرق المتهالكة التي أكل الزمن عليها وشرب ؟ أم عدم إزدواجية هذه الطرق وعدم تواجد الرادارات عليها ؟ أم عدم كفاءة السائقين الذين يتم إختيارهم وعدم صلاحية وسائل المواصلات التي يستخدمونها ؟ فلكم حرية الإختيار بإتخاذ الإجابة فقد تكون الإجابات من هذه الأسئلة فماذا بقي لنا بعد ذلك ؟
إنها همسة للمسئول ...
ننشادكم ونناديكم أيها المسئولين بهذه العبارة و أملنا في الله ثم فيكم أكبر وأنتم تعلمون مبتغانا نناديكم قائلين : (( تدخلوا لإيقاف نزف الأرواح .. وكفكفوا دموع العيون وأسمعوا أنين قلوب تملئها أحزان الفراق والجراح )) .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..[/ALIGN]
[COLOR=blue]كتبه / محمد سالم الشراري
" صحيفة عين حائل " خاص
بتاريخ : 24/12/1432هـ [/COLOR]