[[ALIGN=CENTER]COLOR=red]صورة المعاق فى الفضائيات العربية[/COLOR]
لعل من بين اهم المشكلات التى باتت تواجه العالم " مشكلات الاعاقة" وانعكاساتها على المجتمع, خاصة وان هذه الظاهرة اخذت تزداد في بلدان العالم الثالث نتيجة للحروب المستمرة والاوضاع الصحية المتردية في هذه البلدان , وخاصة في بلداننا العربية وتشير الاحصائيات الى وجود نحو 600 مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم 80 في المائة منهم في الدول النامية, ووفقا للاحصائيات السعودية الرسمية فان هناك750 ألف معاق في السعودية و2 إلى 6 ملايين في مصر و400 ألف في لبنان و216 الف في سوريا ويقدر عدد المعاقين في العراق بنحو مليون شخص والعدد في ارتفاع مستمر بسبب اعمال العنف المستمرة هناك, في حين اعتمدت الامم المتحدة نسبة 10% كعدد للاشخاص المعاقين من مجموع السكان في العالم اليوم ورغم كل تلك الاعداد المتنامية يجد الباحث ان الاعلام العربي مازال عاجزا عن ايلاء هذه الشريحة من المجتمع الاهتمام الكافي مما استدعى الحاجة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة ومدى انعكاسها في وسائل الاعلام المرئية.كما تتوزع في :
1- الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية.
2- البرامج الوثائقية( الريبورتاج).
3- الإعلان.
وغالباً ما تصور هذه المحاور المعاق بطرق متعددة لكنها تتفق على وحدة المضامين, فهي إما تصوره (لصاً) أو عضواً في عصابة إرهابية, الخ... وتشير نتائج الدراسات الى تركز صورة المعاقين في الاعلام الغربى فيما يلي:
1- انهم اشخاص خطرون واشرار 2- اشخاص عدائيون غاضبون.
3- اشخاص مثيرون للشفقة والعطف. 4-اشخاص منحرفون وشاذون.
5-اشخاص عاجزون وغير مهرة. 6-اشخاص مهرجون ومضحكون.
7- اشخاص سيئون حتى على انفسهم. 8 - اشخاص معجزون وخارقون.
واالسينما العربية لم تخرج عن الصورة النمطية السابقة فقد تناولت بشكل مبكر موضوعات الاعاقة كما حدث ذلك في السينما الغربية،حيث قدمت المعاق بطريقة تراوحت بين التقليد المشوه عن الفليم الغربي او تقديم صورة جيدة ومكافحة للمعاق, ولكن هذا النمط من الافلام قليل ونادر. وهي بالتالي حاولت استغلال نوع الاعاقة من اجل التأثير على المشاهد وقد انعكس ذلك سلبا على صورة المعاق في المجتمع لاقتران هذه الصورة بمثيلاتها في الافلام التي قدمتها السينما في تلك الفترات. وإذا كان هذا هو حال الصورة في الأفلام السينمائية ، فإن حال التلفزيونات لا يختلف كثيراً عن حال السينما، فغالباً ما تظهر صورة المعاق، ولو بشكل خاطف، في البرامج التلفزيونية بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. فغالبا ما تستخدم مفردات في البرامج الدرامية او البرامج الحوارية تسيئ للمعاق وتصف الاشخاص السلبيين بـ ( العجزة , العميان, الاطرش, الاخرس, العالة) وغيرها من المفردات التي تستخدم العاهة الطبيعية بشتم الاخر دون الالتفات لالاف المعاقين الذي يشاهدون او يتابعون هذه البرامج.
كما تعمد معظم المحطات التلفزيونية إلى تقديم المعاقين الذين تلتقيهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية مما يرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين ، وحتى في حالة التناول التي يقصد بها التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعا من التقديم المعتمد على استدرار العطف اكثر من ابراز الصورة الحقيقية او الانسانية لهم.
ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج ما يلي:
1- قدمت الأفلام السينمائية انواع مختلفة من المعالجات لصورة المعاق تراوحت بين التشويه والذي يمكن تلمسه من خلال مواقع التصوير والأزياء والديكورات، وتحاول الإساءة للقيم الإنسانية التي يملكونها. وصورة المعاق المكافح والذي يحاول ان يجتهد لتقديم افضل ما يمكن دون النظر الى اعاقته كونها حائلا دون طموحاته واماله في الحياة.
2- تناول الفضائيات قضايا المعاقين بطريقة هامشية ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام.
3- محاولة استغلال صورة المعاق بطريقة كوميدية في الأغاني والموسيقى وتضمينها العديد من المعاني التي تسيء للمعاق وترسخ بعض الصور النمطية عنه.
4- يقدم الإعلام العربي المعاق كشخص هامشي .
5 ما يحسب لبعض الفضائيات انها افردت زاوية لتقديم الاخبار بطريقة الاشارة للمعاقين الصم والبكم .
ماذا بعد ؟؟؟؟
يجب على القنوات الفضائية العربية مراعاة النقاط التالية:
أولاً: أن يكون الجمهور الذي تستهدفه الفضائية شاملا لجمهور المعاقين وغيرهم مع مراعاة الظروف الصحية والنفسية للمعاقين على اختلاف انواع اعاقاتهم.
ثانياً: تأخذ الفضائية بنظر الاعتبار آليات العقل العربي وطريقة التفكير وأسلوب التقديم ومعالجة الموضوعات وماهياتها.
ثالثاً: أن تضطلع الفضائية بدور توضيح وتقديم صورة المعاق الحقيقي كونه انسانا له الحق والعيش الآمن وإعطاءه الحقوق وعدم تشويه صورته ونبذ كل صورالاسائة له،.
رابعا: اعتماد التنويع في بث البرامج والتجديد في إنتاجها وتأسيس وحدة إنتاج للدراما والمنوعات ورصد الجوائز الجيدة التي تغري بمتابعة القناة، مثل زيارة بيت الله الحرام، أو زيارة الأماكن الدينية المقدسة، او توفير فرص عمل مناسبة.
خامسا: إبراز الشخصيات المعاقة المؤثرة في المجتمع وتسليط الضوء على منجزاتها العلمية والاجتماعية وخاصة تلك التي تلعب دوراً هاماً في تغير الصورة النمطية عن المعاقين، وتبوّأت مكانة متميزة في مجتمعاتها.
سادسا: تقدم الفضائية الإشكاليات والعقبات التي تحول دون دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع، وتحويلهم إلى عناصر فاعلة، وما هي السبل لتوفر الدعم المادي الكافي للمساهمة في دمجهم داخل مجتمعاتهم، وحث الجهات الحكومية حول إلزامية القوانين والأنظمة التي تساهم في حماية حقوق المعوق داخل المجتمع، وعدم التهرب من تطبيق القانون. كما أن نظرة المجتمع الدونية والسيئة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلب تثقيفاً وتوعية جماهيرية لإلزام الناس بالالتزام الأدبي والأخلاقي، تجاه هذه الفئة المهمشة.
سابعا: تخصيص برامج لمناقشة تشريع قوانين تضمن حقوق المعوقين تساعد على دمج وتعايش هذه الفئة مع باقي فئات المجتمع. وحث مؤسسات حقوق الإنسان على تتبنى قضية المعوقين ونشر الوعي بحقوقهم التي يضمنها القانون، بوصفهم اناس من الدرجة الأولى.[/ALIGN]
[COLOR=blue]
الدكتور . سمـير خطـاب
أستاذ مشارك في جامعة حـائل
خـاص صحيفـه عين حـائل[/COLOR]