[ALIGN=CENTER][COLOR=red]هل هو انسان[/COLOR]
ما أصعب أن يفقد الإنسان أحد حواسه! بل ما أصعب أن يولد طفل كفيف والسبب هو وجود خلل قد لا يستطيع الطب معالجته, لكن انتم السبيل الوحيد هل باستطاعة احد أن يتخيل موقف الأب أو الأم أو الإخوة انا لست ممن ذكروا لكنني أعلم تماما ما هو شعورهم.
تألمت حين عرفت أن إنسانا قريبا مني يتحمل هذا الموقف الصعب, تألمت إلى درجة أنني بكيت لحرارة الموقف. وفي هذه اللحظة جاء إخوته إلى بيتنا فسألتهم عنه وكأنني لا أعلم ما حدث, فقالوا: انه بخير, فلم استطع أن أتكلم عن هذا الموضوع حتى لا أسأل كيف علمت مع أنني علمت بالصدفة.
فوجئت وقتها بوالد الطفل مصابا بالسكري، لكنه لم يتفوّه بكلمة واحدة عن الطفل. اصيب بالسكري لشدة الألم في داخله, بكيت من شدة الألم أنا أيضا, سألتني أخته وقد كنا قد تخاصمنا من قبل؛ هل انا منزعجة منها أم ماذا في بالي؟ وكأنني كمن أضاع سهما في ليلة سوداء، منزعجة من ماذا؟ لم استطيع الإفصاح عن ما في داخلي من الآلام, لكنني وقتها رأيت الأمل في أعين الجميع, فبدأت انتقل إلى حالة أفضل، لكنني أتساءل وهل من مجيب؟ ما هذا العناء؟ هل قلوب الناس تتحمل أن ترى هذه المواقف آلاف المرات في هذا العالم.
لكن هذه سنة الحياة؛ وماذا نستطيع أن نفعل؟ وبعدها قررت أن انظر في هذه اللحظات حتى أتمكن من أن أجد حلا ولو بسيطا فعلمت وقتها أن الإنسان يستطيع المساعدة بالكلمة الطيبة, والصدقة البسيطة, فلماذا لا نكون ممن يسعدون إنسانا في هذه الحياة ويعوضونه عن أشياء قد فقدها ؟!
وسألت في البداية: هل هو إنسان؟ إذا كان الجواب لا, فكوني أو كن أنت أول من يحاول أن يجعل من هؤلاء الأشخاص بشرا كغيرهم من البشر. [/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم / انوار عصام الجنازرة
" صحيفة عين حائل "[/COLOR]