[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أيها الآباء لا تخافوا.. ولا تيأسوا عند سماعكم دسلكسيا[/COLOR]
كثيراً ما تنتابني قشعريرة تهز بدني، من رأسي إلى أخمص قدمي، عندما أسمع بعض المختصين، وبخاصة في المجال الطبي، يطلقون على صعوبة القراءة "مرض الدسلكسيا"، فالدسلكسيا ليست مرضاً، ولا تشفى بالأدوية، وإنما هي حالة ناجمة عن أسلوب في التعلم وطريقة في التفكير ينمان عن تميز وموهبة لدى هؤلاء الأطفال الذين يوصفون بصورة ظالمة ومخطوءة بأنهم مصابون ب"مرض" الدسلكيا" .فهؤلاء الأطفال يتعلمون بطريقة مختلفة عن الآخرين ، لذا هم بحاجة إلى مختص يشخص أسلوب كل منهم في التعلم ، ويحدد الطريقة التي يفكر بها حتى يأخذ بيده مستغلاً قدراته الكامنة ومواهبه الدفينة .
ومع أنه أطلق على صعوبات القراءة مصطلحات مختلفة مثل " عمى الكلمة الخلقي" و " الرموز الملتوية" و " القصور الوظيفي الدماغي الخفيف"، إلا أن المصطلح الشائع في هذه الأيام هو " الدسلكسيا"، وهي كلها مصطلحات أطلقها الأطباء والمختصون في علم الأعصاب لوصف أولئك الأطفال الذين لا يتعلمون القراءة كأقرانهم رغم مايتمتعون به من قدرات عقلية تفوق مالدى أقرانهم القادرين على تعلم القراءة.والدسلكسيا كلمة يونانية مؤلفة من مقطعين هما dys ويعني صعوبة و lexia ويعني الكلمة المكتوبة ، وبذا يقصد بها صعوبة في قراءة الكلمة المكتوبة، أي صعوبة في تحليل الكلمة المكتوبة وقراءتها. غير أن البعض يتوسع في تعريف المقصود بالدسلكسيا ويجعله يشمل بالإضافة إلى صعوبة القراءة، صعوبة التهجئة وصعوبة الكتابة وصعوبة اللفظ وصعوبة الاستيعاب القرائي وصعوبة الرياضيات لاقتران حل المسائل بالقدرة على قراءتها، فضلاً عن الصعوبات التي يمكن مواجهتها في تعرّف الأعداد، حيث قد يعاني الطفل شكلاً واحداً من أشكال هذه الصعوبات أو أكثر.
ويواجه جميع الأطفال الذين يعانون من الدسلكسيا صعوبة في واحدة أو أكثر من مهارات القراءة الأساسية الثلاث: تعرف المفردات والطلاقة القرائية والاستيعاب بشقيه القرائي والاستماعي ، ولكن ليس كل طفل لديه عيب في القراءة يعد ذا دسلكسيا، لأن هناك أسباباً عديدة للضعف القرائي غير خافية على المختصين في هذا المجال. فإذا كان الطفل يعكس الحروف أو الأرقام، في القراءة أو الكتابة، فهذا لا يعني، بالضرورة، أن هذا الطفل يعاني من الدسلكسيا. فالأطفال الصغار دون الصف الثالث، قد يكون لديهم ميل للقيام بذلك. ولكن سرعان ما يتجاوزون هذه الحالة مع بداية الصف الثالث.
ومن العلامات المبكرة على وجود الدسلكسيا هي :
• صعوبة في تعلم الكلام.
• صعوبة في لفظ الكلمات على نحو صحيح أو التعبير عن الأفكار بوضوح.
• صعوبة في الإصغاء وإتباع التعليمات.
• صعوبة في تذكر الأسماء، أو الرموز.
وعندما يبدأ الطفل صفه الأول أو الثاني، تظهر لديه علامات أخرى، مثل:
• صعوبة في تعلم الحروف الهجائية.
• صعوبة في سلسلة الحروف أو الأرقام أو في تشكيلها.
• صعوبة في فصل الأصوات عن بعضها أو سلسلتها.
• صعوبة في التنغيم.
• صعوبة في تعلم القراءة أو الكتابة أو التهجئة.
ومن الخصائص الأخرى التي قد ترافق الدسلكسيا:
• قدرة ضعيفة لدى الطفل على إنهاء العمل في موعده.
• انتباه ضعيف وقدرة ضعيفة على الاستمرار في مهمة معينة.
• إحساس ضعيف بالوقت أو المكان.
• مفهوم ضعيف لـ ( قبل، بعد، يمين، يسار).
• صعوبات في الحساب والرياضيات.
• عادات دراسية ضعيفة وعدم قدرة على إكمال الواجب البيتي
ومع أن الأفراد ذوي الدسلكسيا يواجهون صعوبة في تعلّم القراءة، إلا أن قدراتهم العقلية عادية أو فوق العادية، وكثيراً ما يتميزون بالموهبة، فقد يتفوقون في الرسم، أو الموسيقى أو التمثيل، أو التربية الرياضية. وقد ظهر منهم عدد من المشاهير في دول مختلفة أمثال: أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، ودافنشي، الفنان والمهندس المعماري الايطالي، وبيل مخترع الهاتف، ووستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الراحل.
ويمكن النظر إلى صعوبة القراءة كقدرة مختلفة على التعلم يمكن أن تصبح صعوبة تعلمية حادة تحول دون التعلم إذا لم تشخص مبكراً، ولم تكن بيئة التعليم ولا مواده أو وسائله ملائمة لقدرات الفرد وأساليبه في التعلم .
أما أنتم أيها الآباء فلا ترتعدوا.. ولا تحزنوا.. ، بل لا تيأسوا عند سماعكم لمثل هذه المصطلحات المحبطة أو عند قراءتكم لها.. فبالتشخيص الدقيق والتعليم المناسب والصبر المعقول يستطيع فلذات أكبادكم تعلم القراءة والكتابة وتطوير قدراتهم ومواهبهم الخاصة.. وما عليكم إلا الإسراع في عرضهم على المختصين وفي وقت مبكر.
وأنتم أيها المربون... صبرا صبرا، توقفوا عن وصفهم بألقاب تحط من تقديرهم لأنفسهم، وتخلق لديهم اتجاهات سلبية نحو المدرسة، والقراءة، بل نحوكم أنتم. حاولوا معهم، واستمروا في تعليمهم.. إذ بالتدريب والخبرة يمكنكم تعليمهم القراءة .[/ALIGN]
[COLOR=blue]د.محمد احمد سليم خصاونه
جامعة حائل
" صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]