[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red][ALIGN=CENTER]
الأمانة الضائعة[/ALIGN][/COLOR]
يخفى أن الأمانة مسؤولية عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال، وتحملها ثم التهاون في أدائها خيانة لها ممن تحملها. قال تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا". وقال تعالى"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها". وقال صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا اؤتمن خان).
ولاشك أن الأمانة بثقل مسؤوليتها عبء ثقيل على الذمة لا يتحمله من أهل الصلاح والتقوى إلا من كان قادرا على أدائها، ولا يتحملها من أهل التجاوز والتساهل في براءة الذمة إلا من كان جاهلا للمسؤولية العظمى في التحمل، أو كان عالما بذلك ولكنه غاش لذمته. أقول قولي هذا لأؤكد أن بيوت الله _المساجد – بمحاريبها ومآذنها ومنابرها أمانة عظيمة في أعناق من تولوا وظائفها واستشعروا في ذممهم ضخامة مسؤوليتها، ومع الأسف الشديد يتولاها ممن نحسبهم ذوي صلاح وتقوى ومن شرائح طلبة العلم ويستسهلون مسؤوليتها بإهمالهم خصائص هذه الوظائف بالتغيب عن الاستمرار في أدائهم، وهم بتهاونهم بأماناتهم في الحفاظ على أدائها على الوجه المبرئ لذممهم يشبهون في هذا التهاون تهاون المرابين مع البنوك في أخذ الفوائد البنكية أو إعطائها مع عدم الشعور بالإجرام في التساهل في ذلك. والجامع بين الصنفين في الشبه مبدأ "كثرة المساس توجب قلة الإحساس" حيث يجمع الصنفين ضعف الإحساس بالمسؤولية، فجريمة الاكتساب عن طريق الربا وجريمة إضاعة الأمانة في العناية بوظائف الأئمة والمؤذنين في المساجد جريمة لها حقها عند الله من حيث المحاسبة والمسؤولية والعقوبة. وأسأل الله أن يعين وزارة الشؤون الإسلامية والمساجد على المتابعة ومعاناة المتابعة وتحمل الصبر على الاعتراض عليها في حال المراقبة وخلفياتها. وأتمنى من الوزارة أن تدرس مع الجهات المعنية أمر علاج مشاكل تخلف الأئمة والمؤذنين عن وظائفهم في مساجدهم إما بالسماح للوافدين المؤهلين للإمامة بتعيينهم أئمة في المساجد ومؤذنين أو علاج الأمر بما يحفظ لأمانة المنابر والمحاريب والمآذن اختصاصها في رسالة المساجد. والله المستعان
الشيخ_ عبد الله المنيع[/ALIGN]