[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الربيع السعودي [/COLOR]
جاءني مثل غيري سيل من المباركات بمناسبة صدور الميزانية - الأكثر والأميز- الاثنين الماضي، وفي مساء ذلك اليوم كنت أتحدث مع أحد المسئولين أصحاب القرار في صرف المال العام، وبعد أن باركت له بزيادة ميزانية قطاعه بما يقارب 18% عن العام الماضي، كان الحوار المطول حول المسئولية التي على عاتقه هو ومن هم أمثاله في صرف ما خصص لمؤسساتهم الحكومية من أرقام مالية على وجهها الصحيح وبالشكل السليم الذي يبرأ الذمة أمام الله أولاً ثم أمام ولي الأمر الذي وثق وفوض وكذا أمام المواطن الذي ينتظر من هؤلاء المسئولين الذين يتربعون على كراسي السلطات التنفيذية في الدولة تقديم كل ما في وسعهم لتلبية احتياجاته المناط بكل منهم وبمن معهم الوفاء بها.
إن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ننعم به ولله الحمد والمنة يوجب على المواطن أياً كان حاله وفي أي موقع كان أن يشكر الله أولاً ثم يثمن ويقدر ما تبذله القيادة الحكيمة من جهد من أجل ضمان استمرار ما نحن فيه من خير وأمن وآمان، ولا ننسى الركع السجود الذين يرفعون أكف الضراعة بين يدي أرحم الراحمين بأن يحفظ هذه البلاد ويقيها كل شر ويسوق لها الخير كله، ولكن هذا النعيم جزماً لا يدوم كما أن هذه الاستقرار الشامل والمتكامل في ظل الأزمات العالمية المعروفة والوضع العربي المشاهد سيجعل الأعين علينا بشكل أكبر وستكون السهام والاستهداف أشد، وربما فٌتحت علينا أبواب جديدة من الفتن والشرور وقد يوظف لتحريكها من يظن فيهم من قبل البعض منا نحن البسطاء الرغبة في الإصلاح و التطلع إلى التنمية والفلاح ولذا فالحذر في هذه الأيام من دعاة التغيير المبني على فلسفات ونظريات بشرية ما زالت عاجزة عن تحقيق الاستقرار والنهضة الحقيقة في مواطنها فضلاً عن غيرهم، أو تطبيق القياس الفاسد بين حال الشعب السعودي مع قادة هذه البلاد المعطاء المملكة العربية السعودية وحال بلاد عربية أخرى ذاقت وما زالت تتجرع الويل والثبور على يد قادتها ورجل العسكر فيها.
لقد أكد الخطاب الملكي السامي الكريم على أن هذه الميزانية جاءت لضمان استمرار المملكة في نهجها الساعي إلى تحقيق التنمية المستدامة، والمتوازنة في القطاعات والمناطق، والمركزة وبشكل مباشر على تنمية الموارد البشرية السعودية، وهذا يعني وجوب تحقيق عدالة التوزيع المناطقي وفي كل القطاعات، وأن يكون للتنمية امتدادها الزماني كما هو المكاني إذ إن التنمية المستدامة تقوم في الأساس على رسم الإستراتيجيات طويلة المدى التي بها نضمن مستقبل الأجيال الاقتصادي بإذن الله، وهذه وتلك لابد أن تكون حاضرة في ذهنية المخطط ولدى السلطة التنفيذية كما هي عند السلطة التشريعية تماماً وذلك من أجل أن يتسنى للوطن تحقيق نهضة شاملة ومتكاملة وذات أسس راسخة وركائز متينة وثابتة.
إن على كل منا مسئولية مباشرة في التوظيف الأمثل لهذه الميزانية وجعل الأرقام تحكي حقائق نراها على أرض الواقع، ومن باب المناصحة والتذكير أعتقد أن من الأهمية بمكان أن تبادر الإدارات المختصة في الوزارات والجامعات بطرح مشاريعها على الفور إذ إن إجراءات الترسية وللأسف الشديد تأخذ دورة طويلة وربما أعيد فتح المظاريف أو حتى تم إعادة طرح المناقصة من جديد لسبب أو لآخر وهذا كله قد يعطل الحركة التنموية في هذا القطاع أو ذاك، في هذه المنطقة أو تلك والمتضرر في النهاية المواطن الذي ركز عليه الخطاب الملكي الكريم.
باسم الوطن ونيابة عن كل مواطن أتشرف في هذه المناسبة الكريمة أن أشكر الله أولاً على ما نحن فيه من نعمة وخير، ثم الشكر كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين على حرصهم الواضح وتأكيدهم المستمر لما فيه خير الوطن وسعادة ورفاهية وتنعم ورخاء المواطن، وعني شخصياً فإنني أتطلع مثل غيري أن يستشعر المسئول عظم الأمانة وضخامة المسئولية فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأبي ذر ( يا أبا ذر.. إنك رجل ضعيف، وإنها أمانة، وإنها خزي وندامة يوم القيامة).
ونكن نحن عوناً للمسئول فيما يحقق ما تتطلع له قادتنا وما يؤمله مجتمعنا وما تنتظره الأجيال من بعدنا، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام[/ALIGN]
[COLOR=blue]
الدكتور / عثمان العامر
"صحيفة عين حائل "[/COLOR]