[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أيها المدير إياك والمتسولين من الموظفين[/COLOR]
الكثير منّا عاش ردها من الزمن في وسط العمل الإداري وسبر أغواره وعرف خفاياه وأحس بأركانه ورأى بعينه كيف يستطيع من لا يعرف في العمل أخلاصه ولا يتصف بصفة المؤمن وقاره وحياؤه , وقد أعطي جرأة عبرت به إلى بحر السذاجة والوقاحة , فأخذ يقصد غرفة المدير مزارا دائما يقدم باقات النفاق وقرابين الكذب ويتزين بلباس الزور محاولا جذب إعجاب المدير وانتباهه, فتارة يدعو المدير لوليمة وتارة يمدحه ويتطرق لسجاياه ودوره وإنجازاته في إدارة العمل , وتارة يسوق لنفسه بأنه صاحب قدرات ومهارات وأن اهتمامه الأول مصلحة العمل , فقد برع بتقمص أدوار المتسولين وقدراتهم الخارقة في إقناع الغير بأنهم ( المديرون ) أهل العطاء والكرم والهبات وأنهم ( المتسولون ) هم أحق من يلتفت إليهم ويرعوا ويتصدق عليهم بوضع وظيفي مرموق .
فإياك إياك أيها المدير يا من تريد النجاح والريادة وتخشى الله وتتقه من أن تخدع بمن يتردد عليك كثيرا من الموظفين بلا سبب بل لحاجة في نفسه فهناك من الموظفين من هم أجدر منه وأوفى لك . لكن منعهم خوف الله ومراقبته وكريم سجاياهم فهم إلى الحياء المحمود أقرب ومن الرياء أبعد , فعليك أيها المدير أن تبحث وتفتش عنهم , فالمدير الناحج والعادل هو من لا يوجد في إدارته جندي مجهول فهو يعمد إلى البحث عنه وإبرازه للغير وجعله قدوة لغيره من الموظفين بل يعمد إلى تكريمه لعلى غيره يستفيد مما حباه الله من إتقان العمل وإخلاصه وكريم الخلق والسجايا . فانتبه أخي الكريم أيها المدير من المتسولين من الموظفين ممن هم ليسوا من أهل التكريم والعطاء . وأختم بحكمة العرب : "خير الكلام ما قل ودل ". دمتم بخير وعافية [/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم : د. تركي بن علي المطلق[/COLOR]
[COLOR=blue]خاص عين حائل[/COLOR]