[ALIGN=CENTER][COLOR=red]بشار الجحش[/COLOR]
في حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوسائل الإعلام الثلاثاء الماضي، بعد لقائه بالفاشي بشار الأسد، قال إن الأخير «ملتزم بالكامل بالعمل لوقف أعمال العنف أيا كان مصدرها!»، وقفت أمام هذه الجملة كثيراً، لم أتمكن من أخذها بظاهرها، ووجدت المعنى العميق داخل هذه الجملة التي كررها الوزير الروسي لأكثر من مرة وبطرق مختلفة، وأتى تطبيقها بشكل جلي منذ مساء الثلاثاء!
زيارة الروس حملها الأسد على عاتقه وفهمها جيداً، رغم صعوبات الفهم لديه، وهي أن عليك التحرك بسرعة وقوة لإخماد الثورة «العنف» بأي طريقة، هذا الفاشي فهم الجزء الأول من الرسالة، ولكن استعصى عليه فهم الجزء الأخير، وهو حاجة روسيا لتدخل سريع وأعنف، لأن الوقت لم يعد يسعف روسيا لقيادة مفاوضات مصالحية قد تدوم طويلاً لفض يدها من بشار، فانطفاء شعلة الثورة يعني انتصار لروسيا على صعيد موقفها الدولي، واستمرار حليفها الاستراتيجي في مكانه، أما استمرار مدة الثورة فسيضع روسيا في مأزق انحسار مصالحها، خصوصاً بعد أن خالف الحلفاء التوقعات ولم يقدموا الهبات، كما كان يتوقع الروس، وهو ما شكل صدمة لهم.
لن أتباكى هنا على شهداء سوريا، بل أبارك لذويهم بتذوقهم رائحة الجنة -بإذن الله- والموقف الآن يستدعي من كل السوريين والعرب اتخاذ مزيد من الإجراءات حتى لا تذهب تلك الدماء هدراً، فعصابات سوريا الفاشية سجلت أسماءها بحروف نجسة في أسوأ صفحات التاريخ الحديث، والمريح هنا أن الأسد وعصابته لا يدركون ما سيلحق بهم خلال الأيام المقبلة، ولم يعد لديهم تخطيط استراتيجي يرتكزون عليه سوى الآلة الإعلامية المتهالكة التي تعمل «بالهندل والأسطوانات» منذ أيام الستينيات وما زالوا يعتقدون أنها صالحة في زمن «تويتر» و»فيس بوك»!
أول ما يجب أن تعيد وسائل الإعلام والناس مناداة هذا الطاغية باسم عائلته الحقيقي، «بشار الوحش» فالأسود لا تفعل فعلته، وكما يقول الرواة إن من أطلق على –المقبور- حافظ الجحش أو النعجة لقب الأسد هو جمال عبد الناصر، ولذلك يجب أن يعود هذا الفاشي لاسمه الحقيقي، لأنه بالفعل «جحش» وليس أكثر من جبان وخسيس يختبئ خلف آلة حربية ويزوّر الحقائق، على اعتبار أنه يحارب الإرهابيين. والطريف هنا أن بشار الجحش خالف كل التوقعات، فالإرهابيون أناس موغلون في التخطيط الحربي واستخدام الأسلحة والمتفجرات ويعملون بالخفاء، ولكن مع الجحش أصبح المدنيون العزل الذين قالوا (لا) إرهابيين. وهنا تعريف جديد يتوافق مع الرؤية الجحشية الوحشية: كل من قال لا لحكمي فهو إرهابي.
أحيي الشعب السوري على شجاعته واستمراره في حملته ضد الإرهاب –الجحشي- الوحشي، وإن كنت ألمس خوف بعض السوريين من مرحلة التغيير وتحول الأمر لنزاع طائفي وفئوي، وهنا أقول للسورين: ثورتكم مختلفة ومشرفة، وأنتم عندما اخترتم منذ البداية سلمية الثورة، شعبكم أعقل وأنقى من الانجرار لفكر الجحش وعصابته، وستعيدون بلدكم خلال سنوات قليلة لسابق عهده، قبل مرحلة حافظ الجحش، البلد المتطور الديمقراطي النزيه والبعيد عن العمل مع إسرائيل بخفاء.[/ALIGN]
[COLOR=blue]الكاتبة / سمر المقرن
" صحيفة عين حائل "[/COLOR]