[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]لا تزل بك قدمك[/COLOR]
كثر تتبع عثرات الناس وأصبح الكل يتتبع ويراقب ويتجسس على المسلمين ليكسب زلة يطير بها ليخبر مردته الذين تجمعوا حوله ليبعثوا بها إلى باقي شياطينهم يبشرون بها خاصة مع تطور التكنولوجيا وعصر السرعة التي بدل أن نستخدمها في طاعة الله استخدمت في مأربا أخرى.
نسمع ويروى ويقال لنا مصائب وجرائم نتخذها سبيلا ونبني عليها معلوماتنا ونتحدث فيها وعنها ونحن لا نعلم مدى صحتها ومصداقيتها بل أصبحنا كوسيلة تمرير ونقل معلومة أو كالببغاء الذي يتحدث بما لا يعلم ويردد ما يسمع...
من هذا يخرج لنا سؤال وهو
هل نحن الذين كتبناها أو الذي صورناها أو حضرناها لنكن صادقين منصفين أمام الله ولا نسأل عنها يوم القيامة ولا نحاسب عليها ...
لماذا نحن نتلهف لكسب الذنوب ونسير بالمقلوب ... وهل حديثنا بالغيبة والنميمة سيحل معضلة أو يفكـ مشكلة أم أننا أصبحنا نستمتع بزرع الفتن والقلاقل والمحن والبحث عن هفوات الناس خاصة والأمة عامة والهروع للغمة ...
لماذا لا نختلق للخلق الأعذار مثل ما نختلق لأنفسنا حينما نخطئ ونحاسب نأتي بالمبررات ومخارج كثر...
هل الله خلقنا وأوكلنا بخلقه نراقبهم ما يصنعون كلٌ سيحاسب بذنبه فلا نقترف ذنوبهم فتطرح علينا ...
اختلق لأخيك المسلم ولو سبعين عذرا .. وان لم تجد له عذرا من ضمن السبعين !! فقل ربما هناك عذرا لا أعرفه لعل له عذراً وأنت تلوم
إن كان هناك زلات وأخطأ وهفوات فمعالجتها بالنصيحة وليس بالفضيحة ونحن الذين علمتنا عقيدتنا بأن الكلام أمام الملأ فضيحة والسر نصيحة ...
لا تزل بك قدمك بمتابعة الناس تكون متبوع وأنت لا تعلم وربما تجده ممن كنت تترقبهم
لقد أصبحت الناس تتهم بعضها في سائر حياتهم بل أصبحوا يعدون أموالهم وعلمهم حتى أنه لم يسلم شخص إلى أن تطرق الأمر للعلماء والدعاة فلم يتركوا شخص إلا وبحثوا عنه وتناسوا قول الله تعالى ((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُون))
وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: " قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها.
قال تعالى( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ).[/ALIGN]
[COLOR=blue]نايف بن سعد الدابسي
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]