[ALIGN=CENTER][COLOR=red]وداعا .. رجل الأمن الأول[/COLOR]
فقدت المملكة أحد رموز وقيادات الدولة السعودية الحديثة، وخادم القرآن والسنة النبوية.. فقدت البلاد الأمير الإنسان، وفقدت رجلاً كرّس حياته لخدمة الدين والوطن والأمتين العربية والإسلامية، من خلال العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية والأمنية والسياسية.. فقدت قاهر الإرهاب الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله.
لقد شكلت مسيرة الأمير نايف نموذجا فريدا للعطاء بلا توقف، وللقيادة الواعية الرصينة والحكيمة بلا حدود، وهب حياته ووقته وجهده وماله وفكره للمساهمة في نهضة البلاد، وطالت يده الحانية ومساهماته ومواقفه القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والعالمية، فكان مهموماً بتحقيق الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، وكان مشغولاً بخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وإطلاق أكبر الجوائز وتخصيص الأموال والإمكانات لها، كان حريصاً على راحة الحجيج من خلال ترؤسه اللجنة العليا للحج والعمرة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام والوقوف على سلامتهم، وكان مهموماً بمشروع توسعة الحرمين المكي والمدني والوقوف على الأعمال فيهما، كان قوياً على المعتدين والخارجين عن القانون ورحيماً بالجانحين إلى السلم والراغبين في العودة إلى حياة الاستقرار والسلم، فبفضله أصبح برنامج المناصحة السعودي أنموذجاً تطلبه الكثير من الدول، وبجهده وعمله أصبحت المملكة العربية السعودية إحدى أهم الدول في برامج مكافحة الإرهاب.
الأمير نايف رغم أنه كان يدير ملفات ضخمة في مقدمتها ملف الإرهاب والقضايا الأمنية المتعددة والمتشابكة، وكذلك ملفات القضايا الحدودية، إلا أنه كان أميرا ينضح بالإنسانية، يطوع وقته وموقعه وإمكاناته لخدمة الإنسان، وكان آخرها قبل أيام حين تكفل بعلاج "طفل تبوك" الكفيف بعد 10 دقائق فقط من بث التقرير عبر برنامج "نوافذ" على قناة "الإخبارية".
حفلت مسيرته بالكثير من الإنجازات والأعمال التي ستظل خالدة في وجدان الشعب، إذ كان قائداً ومقداماً، حازماً ومرابطاً من أجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة مواطنيه، لا يتردد في مساعدة الفقراء والمساكين من أي باب أتوا، لا يغمض جفنيه وهو يعلم بمريض في أقصى الشمال أو الجنوب يشكو الألم، ولا يخالجه شك في نفسه أن ما يفعله واجب عليه، وفي سبيل وطنه.
أعزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإخوانه وأبناءه وبناته، كما أعزي الشعب السعودي المفجوع سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يحسن إليه بقدر ما أحسن إلى الفقراء والمساكين والمرضى والأطفال والأيتام والأرامل، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والأبرار، فكم كان وفياً لوطنه، وأميناً عليه، وصادقاً تجاه شعبه[/ALIGN]
نايف الهمزاني
" صحيفة عين حائل الاخبارية "