[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أشجع الطائي وأحب الجبلين[/COLOR]
قال لي محدثي وهو يحاورني: إلى أي من الناديين تميل الطائي أم الجبلين؟ قلت أشجع الطائي وأحب الجبلين. قال وكيف يجتمع الأمران – تشجيع الطائي وحب الجبلين – في قلب رجل واحد إلا أن يكون منافقا أو مجاملا مبتذلا في أفضل الأحوال؟ قلت عدني ما تشاء فأنا لست من هواة الحدية والأحادية في المشاعر ولا من أنصارها، فتشجيعي للطائي لا يقتضي بالضرورة كره الجبلين ولا حبي للجبلين يقتضي بالضرورة عدم تشجيع الطائي وإلا دخلت في زمرة المتعصبين أمثالك، فأنا أمقت التعصب لأنه ببساطة يدفع الإنسان إلى التحيز وفقدان الموضوعية في مواقفه ومشاعره فتجده لا يرى المحاسن والمزايا إلا في من يميل إليه ويتعصب له ويتجاهل مساوئه ورزاياه ويغض الطرف عنها، وفي الوقت نفسه لا يرى في الطرف الآخر الذي لا يميل إليه سوى المساويء والرزايا ويتجاهل- عن سبق إصرار وتعمد - محاسنه ومزاياه، وهذه لعمري آفة التعصب وما تؤدي إليه من آثار. قال محدثي: ولكن أنت في موقفك هذا لا طعم لك ولا نكهة ولا رائحة، قلت ومن قال لك أصلا أنني وجبة يتذوقها الآخرون ويدلون بآرائهم حولها.
هل يشترط – يا سيدي - أن أكره بقية أولادي حتى أعلن للآخرين مدى حبي لأحدهم؟ نعم قد يتعلق قلبي بأحدهم لأسباب موضوعية وربما لأسباب غير موضوعية أحيانا ومع ذلك أظل أحب الجميع دون أن أكره أحد منهم.
التعصب – يا سيدي – هو ذريعة لممارسة الظلم وعدم العدالة بحق الآخرين مما يؤجج الصراع والشقاق والكراهية والغيرة داخل المجتمع ولذلك أقف ضده وبكل قوة، وسأظل أشجع الطائي وأحب الجبلين رغم أنفك ... أوليس ذلك من حقي؟[/ALIGN]
[COLOR=blue]
أ.د عبد الله بن محمد الفوزان
أستاذ علم الاجتماع وعميد معهد البحوث والخدمات الاستشارية بجامعة حائل
" صحيفة عين حائل الاخبارية " حصري[/COLOR]