[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]نزاريات زوجيه ..!![/COLOR]
سوف أحبكِ عند دخول القرن الواحد والعشرين ..وعند دخول القرن الخامس والعشرين ..وعند دخول القرن التاسع والعشرين ..حتى تجف مياه البحر وتحترق الغابات .
ترنيمة نزارية مجنونة امتطى صهوتها ذلك الزوج بكلمات كان يرددها وهو يدخل بيته ذات ظهيرة مدندنا وبطبيعة الحال تركت الزوجة ما بيدها وهمت باستقباله:
يا للروعة القصائد بدأ مفعولها وهاهي كلمات الشاعر تسيل بين لعابه شوقا لي ..يتغزل بي !!
وما أن استقبلته حتى هوت على الأرض كعمارة متهالكة بلا مقدمات لتصحو على حقيقة مرة ..محبوبته لم تكن سوى بضع حبات من الطماطم والبرتقال اشتراها بالكيلو..تساقطت فوق رأسها بالجملة ..!!
*وعندما قال أو هي تخيلت : يا سيدتي هاتي يدك اليمنى كي أتخبأ فيها هاتي يدك اليسرى كي أستوطن فيها . همت بمد يدها فبادرها (عسى ما شر ما تشبعين من الفلوس أنتِ ..!!)
هذه المرة قالها بعظمة لسانه وإن كنت دوما أتساءل.. أين العظمة باللسان وهو من اللحم فقط.. قالها واقعا لا خيالاً: ( أنت امرأتي الأولى ..رحمي الأول ..طوق نجاتي بزمن الطوفان )..هزت رأسها بجنون تتوعد وتهدد : امرأتك الأولى إذن ..!!جنى عليك نزار بشعره يا عديم الرومانسية من هي الثانية..! من هي اعترف قبل أن ترى الطوفان الحقيقي ..
وللحق فكم أتعاطف معه لأن نزار قد فارق الحياة دون أن يرسم له الطريقة بالإحساس والانتقاء قبل الإلقاء وهو حديث عهد بالرومانسية حيث كان يقطن قبل دخول القفص الذهبي بصحراء غير ذات زرع خاوية على عروشها بلا مطر أو سحابة تسجل مرورها بسمائه كل ما يعرفه من أبجديات الحياة معركة تبدأ بإعداد الفطور وتنتهي بين أكوام الملابس المتسخة وأكوام النفايات التي يتم فرزها نهاية الأسبوع عند تنظيف الشقة ( شقة العزوبية ).
وعندما توسلت له أن يقرأ هذا المقطع : علمني حبك أن أتصرف كالصبيان ..أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان ..
توقف ولم يكمل فهي تذكره بأيام الطيش وهو يكتب على جدران المدرسة شخابيط المراهقة فبادرها : وش رايك بكلمات شخبط شخابيط ترى حافظها صم أسهل من كلام نزار المعقد ..وبعدين كلها شخبطة على الجدران ماتفرق ..
ولم يسعها إلا أن تقول ..من أجلك أعددت رثائي ..وتركت التاريخ ورائي ..وشطبت شهادة ميلادي ..وقطعت جميع شراييني ..
قاطعها قائلا لاتقطعين شرايينك قطعي هالطماط مع السلطة خليني أبرد حرتي فيها شاريها غالية يا غالية ..أما ميلادك أنا حافظه زين لاتخافين والتاريخ عقدتي عايد ثاني متوسط ثلاث مرات بسببه وبالأخير فصلوني .
وبالنهاية فإني أطمئن المرأة السعودية التي يئست من الأجواء الرومانسية منذ شهرها الثاني بعد الزواج بأن هذه الظاهرة متفشية بالعالم العربي أجمع على اختلاف الطرق والوسائل فإذا كان الخليجي والسعودي على وجه الخصوص هارباً دوما مغرداً خارج السرب فإن الزوج المصري يستمتع برؤيتها وهي تجوب الشوارع ليل نهار تلم الأولاد من المدارس والخضار من السوق وبالنهاية تضطر لتقطيعه بالساطور عند نفاذ الصبر أما السورية فأتوقع أنها لا تريد رومانسية ولا غيرها تريد السلامة من الضرب فقد أعلنت الهيئة العامة لشؤون الأسرة في سوريا وصندوق الأمم المتحدة للسكان أن المرأة السورية هي أكثر النساء تعرضاً للضرب أما بالأردن فجرائم الشرف حدث ولاحرج قتل بداع وبلا داع و العراقية لا مأساة كمأساتها تبحث عن لقمة العيش وعندما تفكر بهاجس الرومانسية تكون جريمة لا تغتفر بين مثلث النار والجوع والبرد وتلك الفلسطينية فهي وعاء لإنجاب الرجال المدافعين عن البلاد والوضع بالبلاد يحتم عليها أن تكون صلبة مدافعة ولامكان للرومانسية بقاموسها ..وأخيرا الطامة الكبرى المرأة الهندية عندما يموت الزوج لا مكان لها بالحياة حيث تشعل نار متأججة لتذيب جسدها الغض وتنتهي رحلة حياتها المضنية حرقا . [/ALIGN]
[COLOR=red]الكاتبة / بدرية البليطيخ
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]