[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]صمت الأزواج[/COLOR]
1/بدءا كيف يمكن للزوجين إبقاء باب الحوار مفتوحا؟
أن مما لا شك فيه أن كل زوج ينشأ ببيئة مختلفه وخلفية ثقافية مختلفة وهو بعش الزوجية يحضر معه أنماط شخصية وسلوكيات وطباع الأسرة التي نشأ فيها وتطبع بطباعها ويحضر معه مهارات التواصل وأساليب الحديث وطرائقه ، لذلك لا نكون في انسجام تام مع الطرف الآخر لأننا لم نعتد طرائقه وألفاظه بل حتى طرق نطق الكلمات تختلف بين الأسر والقبائل الواحدة ، تقبل الطرف الآخر للحديث والمواضيع المختارة أيضا يختلف بين أفراد القبيلة الواحدة ، إن بعض الأسر تميل للحديث السياسي والثقافي والبعض الآخر يميل للحديث الساخر والمزاح وهناك من يميل للجدية واتخاذ القرارات ، اختلاف نوعية المواضيع يسهم في صعوبة تواصل الزوجين ، لأبد أن يعي كلا الطرفين أهمية الحوار والحوار الناجح وأن تكون لديهم الرغبة في التواصل مع بعضهم ، بداية يكون تبادل الحديث بأن يعطا كل طرف مساحة للحديث والتعبير عن مكنونات صدره دون خوف او اساءة فهم ،وأن لا تتم مقاطعته و اظهار تعابير وحركة جسد تقلل من ثقته بذاته او يفهم منها الاحتقار او الازدراء او عدم التأييد سواء لمضمون الحديث او طريقة لفظه ، أن يعي كلا الزوجين أن اختلاف الأراء شيء جيد وصحي وأن الاختلاف ليس نقد سيء موجة لذات المتحدث بل هو مجرد تعبير عن الراي . معرفة الطرفين لأنماط المتحدثين واختلافهم يزيد من فعالية الحوار : هناك اشخاص يميلون للاسهاب في ذكر التفاصيل واعادة الحديث ، البعض يحب ذكر نقاط مختصرة ولا يقصد اخفاء المعلومات ولكنه يفسر بذلك والبعض يحتاج الى اسئلة يجيب عليها فبذلك يسهل عليه تذكر المعلومات واسترجاعها يبغض أحد الاطراف ذلك ويعتبره استجواب ، البعض يفضل ان يخبر شريكه بحادثه معينه بعد مرور فترة زمنيه ليس لديه القدرة على الحديث بنفس الوقت لان ذلك لا يسهم في مقاومته ودافعيته للسيطرة على المشكله ، معرفة الزوجين بذلك يسهم كثيرا في معرفة نمط الحديث الناحج بينهم ، أذا كانا زوجين سليمين من جميع المناحي النفسي ويخلوان من الخلل الفسيولوجي الذي قد يعيق تواصلهما فأن باب الحوار سيظل مفتوح دائماً .
2/ما هي أهم الأسباب التي تدفع بالزوجين إلى هوة الصمت؟
* اختيار الزوج او الزوجه لآحدهما الآخر تم بدون موافقه و قناعه تامه ، لذلك يجد صعوبة في التواصل مع شخص فرض عليه ، اما بسبب روابط عائليه او وجود فارق عمر كبير ، او أكره على الزواج تنشأ علاقه باردة وممله وغير سليمه و عدم التواصل هي احدى سماتها ..
* نوع العلاقه بين الزوجين ، علاقه صراحه ، علاقة مجاملة ، علاقة خوف، عدم وجود عاطفه ( سواء حب، احترام ، اعجاب) أو أي من العواطف الجميله التي تثير أهتمامنا نحو الطرف الآخر وتدفعنا الى محاولة الانسجام معه وايجاد وسائل تواصل معه .
* الأنسحاب من موقف الحوار والانسحابيه ايضا لها عدة اسباب منها الخوف من الطرف الاخر، مواقف ضاغطه ، نتائج سلبية ، ردة فعل مضاده وعدم الاقتناع بفعالية الحوار وجدواه : فعندما يحس أحد الاطراف أن الحوار غير مجدي وغير مفيد هنا تكمن العلة عندما يقتنع احد الاطراف ان الصمت أفضل من الحديث ويستمر على هذه الشعور والفكره تبدا اول خطوة نحو التفكك الأسري .
* الفهم الخاطيء للحوار فيفهمه الزوج ( المسرح الذي يمارس فيه سطوته وسيطرته وعلى شريكة الحياة أن تنظر بخجل في الأرض مبتسمه على غرار مايشاهد في التلفاز) وتفهم المرأه الحوار بأنه ( المكان الذي تتدلل فيه ويلبي لها زوجها رغباتها ويسمعها جميل الكلام ) أن الحوار الحقيقي هو ماقد يختلف فيه الزواج ويتناقشان وقد يصلون الى نقاط اتفاق او اختلاف بدون أن يترك ذلك اثر سيء على أحدهما وان يتقبل الاختلاف ويرى فيه جمالية الموقف .
3/ وهل يعد ذلك مشكلة تتطلب حلا أم أن ذلك ما هو إلا انعكاس لما هو اكبر؟
نعم بل ظاهرة سيئة في ازدياد نتيجة عمل الزوج المنهك في المنزل فالمرأة بأنتظاره تتفرد بتربية ابناءها وتحل صراعات وتذلل عقبات امامهم وتحتاج لمن يساندها ويتحدث معها والزوج لا يلتفت لها ولا يعيرها اهتمام ، ولا يهتم إلاّ برغباته الشخصية وقد يختار من يتحدث معه ويحكي له ولكنها ليست زوجته،ربما نظرته الدونية للمرأة وقد لايفضل ان تعرف عنه الكثير هناك اسباب لاحصر لها قد تذكر وفي الجانب الآخر أيضاً نساء لايفضلن التحدث مع ازواجهن او الانصات لمشاكله او اختيار غير موفق للحديث او الاصرار على التنكيد والشكوى منه ومن الابناء .
، اذا يعتبر الحوار مطلب أساسي و عدم القدرة على التواصل وفقدان الرغبة في الحوار بين الزوجين مشكلة كبيرة تتطلب اكتساب مهارات معينه، أذا كان عدم التحاور بسبب وجود مشكلة زواجية قد تلزم اللجوء الى مستشار زواجي وارشاد أسري يسهم في تجاوزها ومد سور التواصل، وقد يعتبر انعكاس لما هو أكبر بكثير من مجرد مشكلة راهنه ، تعبير عن عدم الرغبة في استمرارية العلاقه الزوجيه او وجود مشاكل نفسية خطيره لا يتفهم الطرف السليم وجود اضطراب فيتم تفسيره بقلة الحديث او تجاهل أو كره ، اذا كان كثرة الكلام المضطرب عارض نفسي فأن ندرة الكلام عارض نفسي أيضاً .
4/ عندما تتعطل لغة الحوار بين الزوجين، هل يعد ذلك دليلا على موت أو تبلد العاطفة التي تربطهما؟
يختلف تعبير الاشخاص عن محبتهم للغير فيسلك أحد الأزواج مسلك الأنصات وعدم تبادل الحديث في حالة الغضب ويفسر ذلك بأنه يحب زوجته ويبتعد عن النقاش لانه قد يقول شيء يزيد الوضع سوءاً وهو يحبها ولا يرغب في فقدانها!! في حالات آخر يفضل الزوج النقاش والصراخ ويبرر ذلك بأنه يحب زوجتة وأن لابد من إيجاد حل للمشاكل وعدم تجاهلها !! ولكن لم يسأل أي منهم الطرف الآخر عن الأسلوب الأمثل الذي يتناسب معه او يثق في جدواه لحل مشاكلهم ، صعب أن تموت عاطفة
قوية تكونت بين شخصين من الممكن ان تضعف ولكن لا تموت ، قد تموت علاقه زوجية واهنه ركيكه لم تتحمل أبسط العقبات ..
5/ وما هي انعكاسات هذه المشكلة على الأبناء؟
وجود التلفاز وشبكة (الإنترنت) قد ساهمت بطريقه مخيفه في انعدام التواصل واختفاء الحوار في كل المنازل بل ليس ذلك فقط بل أن (أجهزة التتش) تسببت في انعدام التواصل الكلي بين الأبناء وذويهم ، للأسف قد يحكي ابنك لشخص غريب مشاكله وأنت جالس بقربه لاتعرف عنها شيء ، لعدم وجود آلية الحديث وعدم وجود الثقة المتبادلة والعلاقة الجميلة بين الزوجين والأبناء و بسبب علاقة الزوجين وطرق تواصلهم وانسجامهم في الحياة الاجتماعية تعمل على صياغة الثقافة الاجتماعية ، بل بناء الذكاء الاجتماعي لديهم على النقيض تماما ، عندما تحصل الفرقه بين الزوجين وليس المقصود بذلك الطلاق بين ان يكونا تحت سقف منزل واحد ولكن قلوبهم شتى وليس بينهم مودة و رحمة والتواصل بينهم ضعيف جداً فأن ذلك يؤثر على انضباط الأطفال وعدم احترامهم للوالدين
وقد يكون هناك إنحياز لآحد الوالدين ربما الأضعف أو الاقوى وكل أشكال الانحياز غير سليمه وغير مفيدة لكلا الزوجين وضد مصلحة الابناء وتربيتهم ولا يساعد في نمو الابناء من جميع النواحي العقليه والجسديه والروحيه،
أن مما لا شك فيه ان المعامله الصامته والتعامل التجاهلي مع الأبناء من قبل أحد الوالدين من شأنه أن يعمل على تحطيم شخصية الأبن ويتركه عرضه للقلق والاكتئاب والاضطراب النفسي ، عند ارتكاب الطفل لخطأ ما فأنه يتوقع العقاب او التصويب وحينما يقابل بردود فعل انسحابيه
ويفقدون القدرة على تكوين الضمير او معرفة الصواب والخطأ أيضاً يكون لدييهم شعور بالإثم فهو خوفهم من أن يكون انجابهم خطأ وأن احد الابوين اضطر للبقاء مع الاخر من أجلهم مما سهم في عدم سويتهم النفسيه للأسف الشديد لا يعي الوالدين ذلك الا بعد فوات الآوان واصابة الأبن بإضطراب أو أنحراف سلوكي لا قدر الله .[/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلمي ....
الأخصائية النفسية :
ســارة التـمـيـمي
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]