[ALIGN=CENTER][COLOR=red] ثقافة الوهم .. واستعمار الأخلاق[/COLOR]
يقف المواطن السعودي على مجموعة من التحديات ، وحزمة من التحولات ، المتسارعه.. سواء في المجال الصناعي والتقني أو في صياغة الخطاب الثقافي المستنير المواكب للتجديدات .. فالعالم تجاوز ما بعد الصناعة إلى تقنية النانو ..... ونحن لم نصل بعد إلى الصناعة نفسها وهذا يفرض نوعاً من التفكير المنظم ، ورسم خارطة ذهنية لتحديد يد الأهداف ورسم السياسات المنطقية من خلال خطه التنمية .. ولعل من أبرز معوقات التنمية البشرية ثقافة الوهم التي أعتقد أنها جاثمة على صدور الكثيرين .. إنها ثقافة السراب التي تقرب لك البعيد وتبعد عليك القريب .. وبنظرة فاحصة إلى معظم سلوكياتنا نلمس أنها تتصف بالحيرة والتناقض.
إننا بحاجة إلى أن نعرف ذواتنا ونتصالح معها .. وأن نزيل عن أعيننا غشاء الإفراط وغشاوة التفريط كما ينبغي أن نبتعد عن التقليد الأجوف الذي أشبه ما يكون بالعملة الزائفة التي تحرجك عن الصرف.
إن ثقافة الوهم تتلاشى عندما يعرف كل منا مواطن القوة وأدوات النجاح فنخطو لها خطواتها الواثقة.
ومن المظاهر الواهمة ( أننا أفضل من غيرنا) ., هذه العبارة الفوقية التي أحرجتنا كثيراً .. سواء على الصعيد الديني أو القيمي والاجتماعي .. وتعكس صورة داكنة واهنة أمام المجتمعات الأخرى .. إننا بشر كأي مجتمع في العالم له شهواته ونزواته وأيضاً طموحاته وخصوصياته .. لكننا يجب أن ألا تعيش في أذهاننا الاستقلالية والافتخار (البالوني) .
ومن هنا تأتي أهمية النقد الذاتي لسلوكنا وعاداتنا نقداً موضوعوياً بعيداً عن الذاتية والأنانية حتى نستطيع أن نسوق أنفسنا للعالم . لتعكس ذوقنا وأهدافنا حتى نكون شركاء مع العالم ، آخذين بعوامل الاستخلاف في الأرض .. نابذين لعوامل التخلف والاختلاف .
إن ثقافة الوهم تعتبر أهم أسباب الاستعمار الأخلاقي والقيمي لأنها تجعلك تعيش في فلك بعيد ودائرة أبعد .. وتختلط فيها المصطلحات .. وتتداخل فيها الأدبيات .. يسود فيها التقليد الأعمى .. والمحاكاة السطحية .. فيغرد الإنسان بعدها في ثقافة أخلاقية مستعمرة . يعيش صاحبها في سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءاً. [/ALIGN]
[COLOR=blue]أ . نايف بن مهيلب المهـيلب
رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بحائل
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]