[ALIGN=CENTER][COLOR=red]باب الحارة [/COLOR]
كان المشاهد العربي يتابع وبشوق في مثل هذه الليالي المباركات، أحداث المسلسل السوري المعروف “باب الحارة”، والذي يحكي بصورة درامية متميّزة مقاومة الأحياء الشعبية السورية للغازي الفرنسي ونضالها ضد فلول الاستعمار الأجنبي ووقوفها في وجه العملاء الذين يريدون بيع البلد للغير!!، وكانت الشخصيات الشبابية التي تتقد حماساً وتتدفّق فتوة وتدافع ببسالة، وكذا كبار السن الذين يملكون الحكمة وعندهم الدراية والخبرة والرأي الفصيح، إضافة إلى عدد من النساء اللاتي يلعبن دوراً هاماً في تقديم الخدمات اللوجستية للمجاهدين الأفذاذ،، هي الشخصيات كانت هي الأكثر جذباً وأسراً للمشاهد المتابع للأحداث بكل تفاصيلها وبجميع أجزائها.. واليوم يرى العربي الدم الشامي النّقي يُراق في أحياء وشوارع دمشق وريفها، وحمص، وحلب، ودرعا، واللاذقية ومعرة النعمان ودير الزور و...، وبيد عربية خائنة وللأسف الشديد، تغنّت ردحاً من الزمن بثلاثية البعث الكاذب “الحرية والوحدة والاشتراكية”.
إنّ ما يجري في الحارة السورية لا يمكن أن يكتب عنه الكُتّاب بمداد أقلامهم، كما أنه لا يمكن للقارئ في تفاصيله أيّاً كانت ملكاته ومهارته وخبراته إخضاعه للتحليلات العسكرية والسياسية، والنظر إليه من خلال موازين القوى المعروفة في قاموسنا البشري، فالقدر والإرادة الإلهية لها فاعليتها التي جعلت المراقبين والمحللين يقفون مشدوهين أمام كثير من المنعطفات والحكايات التي حفظتها لنا أبواب حارات سوريا الأبيّة.. ولذا فإنّ أهالي هذه الأحياء الأبطال هم من سيكتب النهايات ويدوّن تاريخ البدايات ويثير في النفوس الحرة حتى التي ران عليها حب الشهوات الدنيوية المعروفة، روح البذل والعطاء والنضال والفداء من أجل الإنسان وفي سبل عزّة ونصر هذا الدين في سوريا، ومن على شاكلتها من بلاد عالمنا الإسلامي الكبير.
لقد أعطت الحارة الشامية الرئيس الجزار وزمرة البعث البائس درساً قاسياً في كل المعايير وعلى جميع المستويات، وجزماً أدرك هذا الرمز الفاسد والعنوان الكبير لظلم الإنسان أخيه الإنسان، نعم أدرك بشار أنه ليس كما قال في البدايات من أنّ ما يقوم به في أرض الشام لا يختلف عن حال طبيب جراح يريد أن يعالج هذا الجسد المريض ويستخرج الداء، والدم الذي يسيل جرّاء ذلك هو مجرّد دم بسيط ونزف قليل، بعدها بساعات سيتعافى الوطن وستتحقق خطوات الإصلاح وسيتوقف الدم!!.
الحارة السورية اليوم تواجه طاغية متمرّد على جميع الأعراف والقوانين والشرائع، آخرها استخدامه للغازات السامة على المدنيين، فهو ومن معه مجرمو حرب يتلذّذون في إهلاك الحرث والنسل.
لقد بلغت الجرائم التي تُرتكب في أحياء هذا الوطن العربي الغالي ذروتها على مرأى ومسمع من العالم بأسره، ووصل الإنكار منتهاه على لسان لرئيس الإسرائيلي شمعون بريز الذي انتقد بشار الأسد، وأسدى له نصيحة صريحة وواضحة بوجوب كف يده عن قتل الأطفال والنساء!، ومع ذلك كله فما زالت اليد التي تبيد مرفوعة والدم ينزف والجرح غائر والشكوى إلى الله.
إننا في هذا الشهر المبارك مطالبون بالدعاء الصادق لإخواننا في أرض سوريا الحبيبة وذِكر بشار بالاسم بأن يهلكه الله عزّ وجل ... وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ، ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، فقد دعا على أناس بأسمائهم لما قاموا به من إيذاء وإفساد، دمتم بخير وشهر مبارك، والنصر بإذن الله في أرض الشام قريب وإلى لقاء. [/ALIGN]
[COLOR=blue]
الدكتور . عثمان العامر
" صحيفة عين حائل الاخبارية " [/COLOR]