[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]رفقاً بالدين أيها الأقلام المسمومة[/COLOR]
كان السلف الصالح يعظمون ويولون الشعائر الدينية جل اهتمامهم ويجتهدون فيها خير اجتهاد، فالشعائر الدينية هي من يصون البشرية والقيم الروحية ويدرأ أخطار الأهواء ويحفظ مقوّمات الحياة الإنسانية، والحضارة، والرقي، هكذا تتخلل الشعائر الدينية حياة كل المسلمين فتكون وسيلة لتقوية وحدة الأمة وتثبيتها اجتماعياً، وشعورياً راجعة بها إلى الوحدة والأخوة الدينية مستمدة ذلك من أصول الشرع تذكيرا وتمثيلا.
في ظل الظروف الحالية والتغيرات العصرية والانفتاح والتأثر والتغريب والتقليد الأعمى، الأجواء التي عمت العالم الإسلامي والتي عرفتها الساحة الإسلامية في الحقبة الأخيرة، وجد من يعترض على الله ومن يستهزئ بالله وبرز التهجم على بعض الشعائر الدينية، ونعت عدد الشعائر بالبدعة، وبما لا أصل له، ناهيك عن أمور جرى العمل بها، مما جعل كثيرا من الناس - وخاصة من ليس لديه حصيلة علمية - في حرج وارتباك، عندما يقيم بعض الشعائر، ولذلك لا بد من معرفة الأمور في ضوء الكتاب والسنة بعيدا عن بهرجة المتبهرجين.
أصبح لا يمر وقت يسير إلا وأن نجد ونرى هناك أقلام تتأذى من إقامة الحق وتشتكي منه بحجج واهية ملفقة لتطمس بها نور الحق في محاولة للنيل منه ولطمس بعض معالمه شيئاً فشيئاً حتى يتسنى لمن هم خلف الكواليس الظهور بدجلهم وخيلهم وبتلبيس إبليس عليهم ليأذن لهم بشرعه الذي زينه لهم فحسن في نظرهم ... يستمر من يهاجم شعائر ومعالم هذا الدين ويكثر من التزييف والتجويف وحشد الكلام الفارغ.
إن النيل من شعائر هذا الدين أو التعرض له بأي وسيلة أو حتى ممن هم يمثلونه كلمز للمتدينين أو اتهامهم بأشياء لا تليق بهم بمجرد أنهم يقيمون شعائر خالقهم على أرضه مجتهدين بذلك محتسبين عند ربهم هو استهزاء بهذا الدين ... نعم في الحياة هناك من يسخرون من أصحاب الدين والإيمان أصحاب الرفعة ولكنهم هم الخاسرون في الدنيا والآخرة وذلك لمن أصر واستكبر واستعلى في الأرض وعم طغيانه وجاهر دون أي خجل أو ورع أو خوف فبعض الناس لا وظيفة لهم غير السخرية من المؤمنين، بل صار هذا من المقررات التي نحفظها وتتوارد على أسماعنا صباح مساء في جميع الوسائل بلا استثناء من وصف لبعض شعائر الإسلام بالتطرف والرجعية والجمود والهوس، وغير ذلك من هذه الأوصاف التي تنضح بها آنيتهم.
فنجد بعض الأقلام التي تنادي بإغلاق أصوات تلاوة التراويح التي هي من مزايا هذا الشهر الفضيل، عجباً أصبح سماع القرآن مزعجاً في هذا الزمن ومؤرق وموقض لهم من مضاجعهم فأصبحوا يتأذون من سماع تلاوات صلاة التراويح ويتضجرون من هذا ... الم تكن هذه الآيات هي العلاج والدواء الذي ليس بعده دواء الذي يتداوى به من عجز الطب عن علاجه، فالقرآن الكريم علاج لجميع الأمراض الروحية والنفسية والعضوية، والطمأنينة والراحة التي لا توجد إلا في الدواء الشافي.
فقد أصبح مهاجمة أهل الدين الذين يقيمون الشعائر لا تخفى وعلى رأسهم ما يواجهه رجال المحافظة على الدين الذي يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من أبشع صور الهجوم الشرس وبكافة الطرق والوسائل المتاحة والتأليب عليهم ووصفهم بأبشع الصور ظلماً وبهتانا وكأنه ليس في الأرض إلا هم ولا يرى إلا هم فيترك غيرهم وينظر إليهم بالنظارات السوداوية التي لا تبصر إلا القذي...
يتناسى البعض أن هذه الشعيرة هي ميزة من مزايا هذه الامة التي التي شرفها الله بها عن غيرها من الأمم وكرمها بها قال الله تعالى ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو نهي عن انتشار الفساد في الأرض وكثرت الرذيلة وذهاب الحق، وحلول الباطل ،وفقد الأمن فلو ترك الأمر للسفيه والجاهل وللمرأة حريتها لفسدت الأرض وانتشر الفساد فلم يكن أحد يأمن على أهله وربما نفسه ... فرجال الهيئة يقومون على حماية العقيدة من شوائب الشرك والبدع والخرافات ورعاية مصالح الناس والحفاظ على حقوقهم ورعاية حرماتهم وصيانة أعراضهم.
رفقاً بالدين أيها الناس فإن العالم الإسلامي يواجه هجمات لا تكاد تنتهي ضد هذا الدين الذي قامت عليه هذه الأمة العظيمة من خلال توجيه وتسخير كافة السبل لمحاربته وتشويه هذا الدين وشكيك أهله فيه واستغلال بعض أفراده لتجنيدهم عليه ليسهل الوصول إليه فالأمر لا يأتي بوضوح بل ببعض شعائر هذا الدين من خلال ذمها والبحث عن الفجوات فيها واحدة تلو الأخرى حتى يُقضى على جميع شعائره من الفئة المختفية فنجد كل يوم هجمة على شعيرة فإن لم يستطيعوا ذهبوا للأخرى وما يجدوا فيه ترغيب للشباب لأن الشباب هو ثمرة الأمة ... من الدعوة للاختلاط والتبرج والسفور وكل ما يجدوه ملاذاً أمنا ومطلب للشباب فنجد جل الهجمات تخص المرأة بتحريرها من أمور دينها، والهجمات ضد الهيئة التي هي السور الحصين لهذا الدين، لا تستغربوا أن تجدوا في هذا الزمن غرائب وعجائب وتجدوا أموراً غريبة لم يكن يألفها العقل،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ).[/ALIGN]
[COLOR=blue]نايف بن سعد الدابسي
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]