[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]لا أحد يزعل .. طاش ما طاش قمة الإبداع [/COLOR]
بسم الله الرحمن الرحيم .. النقد البناء ظاهرة صحيَّة نحن بحاجة لها كي نرتقي في تعاملاتنا ومن خلال النقد البناء يتم تصحيح الأخطاء وتجاوزها لما هو أفضل ولكن متى يكون النقد بناء وما هي شروطه ؟ .. هذا سؤال مهم يجب على كل ناقد أن يطرحه على نفسه قبل أن يكتب حرفا واحد ينتقد به أمرا معينا أو ظاهرة معينة .
نحن نشاهد في حياتنا اليومية ألوانا متعددة من النقد من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ( مقالات ، تعليقات ، مسلسلات ) ولكن ليس كل ما يطرح يعتبر نقدا هادفا نظرا لأن بعضه قد فقد الرسالة السامية التي يفترض أن يوصلها للناس .
ولكي نميز بين النقد البناء والنقد الإسقاطي الهدام لابد أن نتعرف على معيار النقد البناء ومن خلال هذه المعرفة نستطيع أن نُطلِق حكما منصفا على النقد عموما فما وافق هذا المعيار كان نقدا بناء وما خالفه خرج من دائرة النقد إلى دائرة التَّشفِّي أو الكيد الغير مبرر أو ما يسمى بالنقد الهدام .
معيار النقد البناء يتلخص في النقاط التالية :
1- النيَّة الصادقة والتي من خلالها يصدق الإنسان مع نفسه ولا يكون نقده إلا من أجل التصحيح والبحث عن ما هو أفضل .
2- أن يكون الناقد على وعي كامل بالأمر الذي هو بصدد نقده فإن أراد أن ينتقد رواية تاريخية مثلا يجب أن يكون ملما بها ومطلع على جوانبها وإن أراد أن ينتقد مسألة فقهية أو اجتهاد عالم أيضا يجب عليه أن يكون متسلحا بالمعرفة الفقهيَّة التي تخوله لنقد تلك المسألة أو ذلك الاجتهاد وإن أراد أن ينتقد قصيدة يجب أن يكون على دراية بفن الشعر من ناحية الوزن والقافية والأغراض الشعرية والرمز والإيحاء .... إلخ لأن الناقد الذي ينتقد أمرا هو يجهله من المؤكد أن نقده سوف يكون مهمشا ولا قيمة له . ربما يقول أحد من الناس أن هذه النقطة مهمة في مسألة النقد العلمي وليست مهمة في نقد المظاهر الاجتماعية أو السلوكية طبعا كل نقد لابد أن يكون مبنياً على معرفة حتى ولو كان ذلك النقد نقدا لما هو غير علمي لأنِّي عندما أنتقد سلوك فرد يجب أن أكون على درية بمدى الخلل السلوكي الذي وقع فيه المنقود ولابد أن أكون على دراية أيضا بالسلوك الجيد كي أحدد مدى الخلل الذي وقع فيه ومن غير هذه الدراية أو الوعي ربما يقع الناقد في نقد ما هو جيد ظنا منه أنه غير جيد .
3- البعد عن التهويل والتفخيم وهذه نقطة مهمة وقد تجاهلها كثير من النقاد مع الأسف لدرجة أنك بمجرد قراءة مقال نقدي تشعر بأن هذا الناقد يحاول أن يصفي حسابات قديمة بينه وبين المنقود وهذا أمر يُخرج النص النقدي من كونه نقدا مفيدا إلى تشفِّي ونشر غسيل لا أكثر والقارئ الجيد يستطيع أن يقرأ ما بين السطور ويعرف مدى سطحية من يعتمد على هذا الأسلوب في النقد .
4- البعد عن الكذب .
5- البعد عن السخرية والتهكم والاستخفاف بالمنقود وهذه النقطة مع الأسف قد وقع فيها الكثير من كتاب المسلسلات وحجتهم في ذلك أنهم يريدون إخراج النقد بشكل فكاهي ولكن كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده .
6- التثبت من المعلومات في النقد وأن لا يعتمد الناقد في نقده على حكايات المجالس وروايات المغرضين فمثلا - أردت أن أنتقد إخبارية حائل من خلال معلومات وصلتني من شخص في جلسة سمر حيث أنه قال لي أن موقع إخبارية حائل موقع متحيز وليس فيه إنصاف ويعتبر موقع لنشر فضائح مدينة حائل ، في هذه الحالة يجب علي أن أتثبت من هذه المعلومة قبل كتابة حرف واحد أنتقد به إخبارية حائل ويكون التثبت من خلال زيارة الموقع والاطلاع على ما يطرح فيه والنظر لمدى التحيز من قبل إدارة الموقع فإن ثبت لي ما سمعته كتبت مقالي الذي أنتقد فيه إخبارية حائل كي يصححوا ما لديهم من أخطاء وإن كان الشخص الذي نقل لي هذه المعلومات حاقد أو مغرر به أكون قد خلَّصت نفسي من مأزق كان من الممكن أن أقع فيه . ومع الأسف الشديد أن نسبة كبيرة من نقادنا يعتمدون في نقدهم على حكايات المجالس دون تثبت وهذا قد أوقع الكثير منهم في حرج كبير .
عزيزي القارئ سوف أعرض لك الآن بعض المواقف التي يعتقد أصحابها أنها نقد بناء ولكنها في الحقيقة خرجت عن كونها نقدا إلى مظاهر غير مفيدة .
أ – الناقدة والكاتبة ( وفاء سلطان ) تعتبر نفسها من أكبر النقاد الذين تمكنوا من نقد الإسلام ونقد النبي محمد عليه السلام وقالت بالحرف الواحد أنها تؤيد نشر الرسومات المسيئة للنبي عليه السلام لأن في ذلك نقدا بناء للإسلام الإرهابي . طبعا أي إنسان منصف حتى ولو كان عابد بقر يستطيع أن يفقه أن ما تقوله وفاء سلطان ليس نقدا بل هو تصفية حسابات وواضح من نبرة صوتها أنها حاقدة على الإسلام لا أكثر ربما يقول أحدكم أنها نصرانية وشيء طبيعي أن تحقد على الإسلام لكن هي تقول أنها ناقدة للإسلام وتعتبر نقدها له تصحيحا لما فيه من خلل ، طبعا هي تجهل الكثير والكثير من الإسلام حتى عندما تستشهد بآية لا تعرف كيف تقرؤها جيدا كما أنها تستشهد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة كحديث ( جُعِل رزقي تحت ظل سيفي ) كما أنها تعتمد في نقدها للإسلام على مفاهيم مغلوطة لا تمت للإسلام بصلة ولعلي أزودكم بهذا المقطع كي تتعرفوا على الأسلوب المتدني الذي تستخدمه وفاء سلطان في نقدها للإسلام ..
[URL]http://www.youtube.com/watch?v=z5Bzoiy2uOs [/URL]
ومن أراد المزيد من مقاطع الفيديو لوفاء سلطان وهي تنتقد الإسلام بحقد وقلة علم فليتوجه لموقع اليوتيوب .
2- أحد ضيوف فيصل القاسمى في برنامج الاتجاه المعاكس ممن ينتمون للتيار العلماني جاء لكي ينتقد بعض الأمور في الإسلام ثم قام بالاستشهاد ببعض الآيات وهو لا يعرف كيفية قراءتها ثم قام بتحويل سورة الزمر إلى سورة الرمز .. إليكم المقطع
[URL]http://www.youtube.com/watch?v=44AxSld-XOg [/URL]
طبعا هذا العلماني جاء لنقد شيء لا يعرف عنه الكثير فتحول نقده ضده .
3- طاش ما طاش .. طبعا مسلسل طاش ما طاش اعتمد في نقده على السخرية والمعلومات المغلوطة أحيانا والإسقاط والمبالغة وسوف أستشهد على ما أقول .
- حلقة لا للرز .. آخر حلقة شاهدناها هذا العام طبعا فكرة الحلقة تعتمد على نقد وزارة التجارة ووزارة الزراعة والغلاء الذي واجهه الناس في المعيشة الفكرة جيدة ولكن أسلوب طاش ما طاش في النقد أسلوب تهويلي إسقاطي لا مبرر له ، حيث أنه جعل الرز ينقطع تماما عن الناس كما أنه جعل طريقة الحصول على الرز كالحصول على المخدرات نظرا لندرته ، كما أظهر للناس بأن أغلب المطاعم أعلنت إفلاسها بسبب قلة الرز . السؤال الذي يطرح نفسه هل وصل بنا الحال كما صوره لنا طاش ما طاش ، هل فعلا صار الأب يطلب مهر ابنته رزا ، طبعا هذا أسلوب تهويل حول الفكرة الجيدة إلى إسفاف لا مبرر له .
- حلقة تطوير التعليم .. ليحيى الأمير .. تعتمد على تطوير المناهج لكن هل ما جرى من أحداث في تلك الحلقة لها علاقة بالواقع لنتأمل ما تم عرضة ، علماء يتجهون لمناصحة وزير التعليم ثم يقوم وزير التعليم بطردهم هل فعلا الوزراء في المملكة يطردون من يقدم لهم النصيحة أمر آخر الذي لعب دور حسين طبعا قصة حسين قصة معروفة وسبق أن نُشِرت في الصحف وقال الأخ حسين أن سبب عدم ترشيحه هو كونه مدخنا ولكن هل ما تم عرضه في طاش حول قصة حسين حقيقيا أم تهويلا ، في حلقة طاش تم إخراج شخصية حسين بأنها شخصية متزنة أخلاقيا هذا جيد ثم أخرجوها بأنها شخصية متفوقة وحاصلة على مرتبة الشرف العلياء في التحصيل العلمي وأيضا أظهروا اللجنة التي قامت بمقابلة حسين وكأنها عصابة وكلهم متدينين طيب هل فعلا حسين كان حاصل على مرتبة الشرف العلياء ولم يتم ترشيحه وأيضا هل فعلا كل من قام بمقابلة حسين ملتزمين وما الغرض من جعلهم في المسلسل متدينين ، لكن في الحقيقة أن من قابل حسين لجنة ليس كل أفرادها متدينين فلماذا هذا التهويل يا طاش ما طاش .
- حلقة نقد شركة الاتصالات اعتقد أنها في طاش عشرة .. قام فريق طاش ما طاش بنقد وزارة الاتصالات والفكرة تعتمد على نقد رداءة الخدمة في ذلك الوقت ، طبعا الفكرة جيدة ولكن الأسلوب غير جيد حيث أنهم صوروا للناس أن شركة الاتصالات لم تضع في الرياض سوى عدد قليل من الأبراج كما أنها تقوم بقطع الخدمة عن المشتركين بسبب الضغط لدرجة أن ناصر القصبي صار يهاتف الجراح ليس من خلال الجوال بل من خلال علبتين معدنيتين موصول بينهما حبل .. السؤال هل فعلا وصل الحال في شركة الاتصالات لهذا الوضع طبعا ..لا .. بالرغم من أن هناك ملاحظات على شركة الاتصالات في ذلك الوقت إلا أن طاش ما طاش قد هول في النقد واستخدم أسلوب الإسقاط الغير مبرر .
- حلقة سور الحريم العظيم .. في أحد المشاهد يتم إخراج رجل الهيئة بشكل قبيح يدعوا للسخرية حيث أنهم استعانوا بممثل كبير المؤخرة وكبير البطن أيضا ، وجعلوه يرتدي ملابس تدعوا للسخرية كما عمد الممثل أثناء الكلام إلى طريقة كلام من أصيب بالزكام ( يعني جعلوا شكل رجل الهيئة مقرف ) ثم يبدأ التصوير ، رجل الهيئة بالصورة التي ذكرناها يتجول في سوق خاص بالنساء فجأة تظهر أمامه إمرة ذات مؤخرة كبيرة ( هكذا تم إخراجها في المسلسل ) رجل الهيئة ينظر للمرأة ثم يقترب منها ويقول لها ( تستري يا مره ) ترد عليه المرأة بقولها أنا محجبة فينظر رجل الهيئة للمرأة بشهوة ويتبسم في وجهها ويقول ( تتزوجيني يا مره ) ثم تقوم المرأة بطرده ... السؤال هل فعلا رجال الهيئة عندما يرون المرأة الجميلة في السوق يعرضون عليها الزواج .. طبعا رجال الهيئة ليسوا معصومين وكذلك من ألف ومثل وأخرج حلقة سور الحريم العظيم ليس بمعصوم ، هذه الطريقة التي تعتمد على السخرية والتلفيق في النقد قد انتهجها طاش ما طاش في نقد رجال الهيئة طبعا نلاحظ أن الإسفاف قد زاد بشكل كبير خصوصا عندما يكون النقد موجه للتيار الديني .
- حلقة نقد القنوات الإسلامية ( المجد ، الحكمة ، .... إلخ ) فكرة الحلقة مع الأسف سيئة وفيها مغالطات وكذب وتهويل لا مبرر له حيث أن السدحان والقصبي قاما بعمل مشروع فتح قناة فضائية من أجل كسب الأموال ، هذه القناة تعتمد على جذب المغفلين بطريقة جنسية حيث أن القناة تبث سؤال للمشاهدين ومن ثم تقوم بعرض فتاة جميلة تخاطب المشاهدين ولكن مشروع هذه القناة فشل ولم يُدِر أموالا على القصبي والسدحان فقاما بتحويل القناة إلى قناة سحر وشعوذة ولكن لم يحالفهم الحظ أيضا وبعد ذلك حولوا القناة لقناة إسلامية من أجل كسب الأموال .. الحاصل أن القناة نجت وأصبحت تُدِر أموال كثيرة ، طيب السؤال هنا هل فعلا أصحاب قناة المجد ومن هم على خطِّهم فتحوا هذا القنوات من أجل الكسب المادي والمتاجرة في الدين ، هل أصحاب قناة المجد أو من كان على خطِّهم كانوا أصحاب قنوات هابطة ولكن عندما فشلوا فيها حولوها لقنوات إسلامية تتاجر في الدين ... طبعا في هذه الحلقة قد وصل الإسفاف فيها لذروته فهل أسلوب النقد الصحيح يعتمد على الكذب والتدليس طبعا جواب المنصفين لا . وإليكم هذه العينة من هذه الحلقة وما فيها من إسفاف وسخرية وتهكم .
[URL]http://www.youtube.com/watch?v=ghQrUM2TN2k [/URL]
أعزائي القراء لا يعتقد أحد منكم أن سبب تركيز أسرة طاش ما طاش على نقد التيار الديني بطريقة الإسفاف والتهويل هو أنهم علمانيين أو ليبراليين .. أو أنهم يحركون من قبل التغريبيين .. المسألة أبسط من هذا كله ، أسرة طاش ما طاش هي عبارة عن سوبرماركت يعرض من البضائع ما يطلبه السوق .. فقد لاحظت أسرة طاش ما طاش أن الحلقات التي تنتقد التيار الديني هي أكثر الحلقات إثارة للرأي العام وهي التي تجذب السواد الأعظم من الناس سواء من كان مؤيدا ومن كان معارض لذلك كسب مسلسل طاش ما طاش هذه الهالة من خلال هذا الأسلوب في النقد الموجة للتيار الديني والدليل على ذلك أن أسرة طاش ما طاش قد وجهت النقد الإسفافي للتيار الديني من خلال العشرات من الحلقات أما التيار الليبرالي فلم يتم نقده إلا في حلقة واحدة فقط وهي ( ليبراليون ولكن ) وبعد عرض حلقة ليبراليون ولكن لم ينفعل المشاهدون من خلال الصحافة أو مواقع الإنتر نت بل اعتبرت تلك الحلقة أكثر من عادية مع أن أسرة طاش ما طاش قد انتقدت الليبراليين نقدا لاذعا فصورتهم للناس بأنهم منحطين أخلاقيا وسلوكيا وأصحاب خمور وشهوات وشعارات كاذبة ، ومع ذلك لم ينفعل الناس مع تلك الحلقة كانفعالهم مثلا مع حلقة ( الإرهاب الأكاديمي )
أسرة طاش ما طاش غرضها غرض تجاري بحت لذلك أصبح نقدهم ممجوجا خالي من المصداقية .. فهم لا ينتمون لأي تيار إلا تيار من يدفع أكثر .. هذه هي الحقيقة .
أعزائي هناك من يستفيد من نوعية هذا النقد خصوصا إذا كان موجها نحو التيار الديني .. لن أذكر من هم ولكن حتما أنتم تعرفونهم ..
نحن بحاجة ماسة لنقد بناء نقد يصحح من خلاله المفاهيم نقد ينقلنا من الخطأ إلى الصواب ولن يم ذلك ما لم يراعي الناقد ضميره عندما ينتقد ويكون هدفه التصحيح وليس التشفي والمتاجرة[/ALIGN]
[COLOR=blue]شكرا لكم // ناصر الهواوي [/COLOR]