[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]وإخوانكم بالشام يُضحي مقيلهم****ظهور المذاكي أو بطون القشاعمِ[/COLOR]
ما أشبه اليوم بالبارحة صبرا إخواننا أهل الشام فالمحن والمصائب قدر الرجال وأخوات الرجال فالفرج اقترب وساعة بشار وزبانيته حانت .
فالنصر والتغيير الحقيقي لا يتحقق إلا بالتضحيات لجيل الغد , وستعود الشام معكم روح الأمة الإسلامية والعربية كما كانت المؤسسة لقواعد الحضارة الإسلامية العربية التي وضع أساساتها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة .
إن المحن والمصائب ليس لها إلا أهلها! وانتم أهلها والله , كنتم كما كان أجدادكم تواجهوها بكل رجولة صامدين وراضين بقدركم المكتوب.
يا أهل الشام يا أهل الابتلاء على مر التاريخ ! كم من المحن التي تجرعتموها وأجدادكم الأولين في الدفاع عن شامنا ؟
كثيرة والله مواقف الابتلاء فسطرتم سجلكم بنياط الشرف والفخر والحمية والكرامة.
ودورة التاريخ تعيد نفسها واستعيد معكم عجلة الزمن للوراء لنتوقف على مشارف نهاية القرن الخامس الهجريّ مع ظهور المستعمرين الصليبين القتلة ومنتهكي الحرمات والمتعطشين للدماء يتقدمون بقواتهم نحو ديار الشام ، فسيطروا بعد حصار عام كامل على أنطاكية سنة 492هـ ، ثم استولوا على الرُّها ، وانتزعوا بنفس العام بيت المقدس وأقاموا فيها مملكة صليبية، وحاصروا طرابلس سنين عديدة حتى سقطت سنة 502هـ. فبسط الصليبيّون نفوذهم على معظم المدن الكبرى في بلاد الشام ، في حين انحصر الوجود الإسلاميّ في حلب وحمص وحماة ودمشق .
ومـا أن وطئت أقدام الغزاة بلاد الشام حتى شرعوا يقتلون المسلمين ، ويأسرونهم ، ويسبون نساءهم وأطفالهم ، ويدمّرون ما تصل إليه أيديهم من مظاهر حضارية وعمرانية .
ومن الموصل ثم دمشق انطلقت حركة الجهاد ضد الصليبين , واستماتوا لتحرير الشام وطرد الصليبيين .
وقد وصف لنا الشاعر أبو مظفر الأبيوردي حالة الأمة الإسلامية وتداعياتها في القرن الخامس الهجري بقصيدة تعد من فرائد شعر البطولة والشيمة والنخوة فكشف عيب حكام الأمة الإسلامية من ما يجري لأهل الشام وبرودة المشاعر عند المسلمين بتخاذلهم وقعودهم عن الجهاد نصرة لإخوانهم ,وكأن الأبيوردي في قصيدته يحاكي زماننا هذا ويتحدث عن حال شام اليوم وليس الشام قبل عشرة قرون في تصويره لتلك الفاجعة فما أشبه اليوم بالبارحة , وسنقتطف من القصيدة بعض أبياتها حيث يقول الأبيوردي:
[poem=font=\"Simplified Arabic,5,black,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" border=\"none,4,gray\" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char=\"\" num=\"0,black\" filter=\"\"]
مزجنا دمانا بالدموع السَّوَاجمُ =فلم يبق منا عرضة للمراجم
وشَر سلاح المرء دمع يريقهُ=إذا الحرب شَبَّتْ نارُهَا بالصوارم
فأيهاً بني الإسلام إنَّ وَراءكمُ=وقائع يلْحِقْنَ الذرَى بالمناسم
أنائمة في ظل أمْنٍ وَغبطة=وعيش كنَوَّارِ الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها=على هفوات أَيقَظَتْ كل نائم
وَإخوانكم بالشام يضحي مَقِيلُهم=ظهور المَذَاكِي أو بطون القشاعِمِ
تسومهم الروم الهوان وأنتمُ=تجرون ذيل الخفض فعِلَ المسالم
[/poem]
ومنها قوله :
[poem=font=\"Simplified Arabic,5,black,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" border=\"none,4,gray\" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char=\"\" num=\"0,black\" filter=\"\"]
وتلك حروب من يغب عن غمارها=ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضباً=ستغمد منهم في الكلى والجماجم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا=رماحَهُمُ والدينُ وَاهِي الدعائم
وَيجتنبون النار خُوْفاً من الردى=وَلا يحسبون العار ضربة لازم
أتَرْضَى صناديد الأعاريب بالأذى= وتُغْضِي عَلَى ذل كماةُ الأعاجم
فليتهمُ إذ لم يَذُودُوا حمية= عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى=فهلا أتوه رغبة في المغانم
[/poem]
نفس الحالة تتكرر عبر التاريخ وأهل الشام صابرون ! , ففي بداية القرن الميلادي الماضي مرت بالشام مجزرة أحمد الجزار فعلق المشانق على بوابات دمشق وصمد أهلها وقاوموه . فأخرجت لنا الشام ثواراً من المفكرين , وحاملي لواء الجهاد .
وما أن انتهوا من تلك المجزرة حتى دخلوا في مقاومة جديدة ضد المحتل والمستعمر الفرنسي في عشرينات القرن العشرين الميلادي , فرفعوا راية الكفاح والجهاد ضد المستعمر الامبريالي حتى تم إجلائهم وطردهم من الشام, بفضل من الله ثم بفضل ثوارها الأبطال .
واليوم يعود المشهد من جديد لكنه أكثر جرماً وتعطشا للدماء وانتهاكاُ للحرمات , واشد من سابقيه كفرا حتى من أبيه حافظ سفاح حلب وحماه فزاد عليه بأن نسب لذاته ما نسبه فرعون لنفسه (والعياذ بالله) وكأنه يريد أن ينسي الناس صورة أبيه السفاح لينطبق عليه القول رحم الله حافظ عند ابنيه ماهر وبشار .
فسلط بشار على أهل الشام سياط العذاب ورمى شعبه بالقنابل ودوت المدافع بأذانهم على يد شبيحته , ورغم كل ذلك الإجرام والوحشية إلا أن أهل الشام لم يرضخوا! ولم يركعوا أو يسجدوا فكفروا بإلوهيته لعنه الله. ومع كل شهيد ترتفع المعنويات ويزيد الإصرار لتطهير الشام من بشار وشبيحته ! رغم التخاذل الدولي والعربي والإسلامي ! , لكن الفرج اقترب ؛ وساعة النصر؛ ونهاية بشار حانت بأذن الله .
وكأني أسمع الأبيوردي يصف حال شام اليوم مع فرعونها بشار الكلب:
[poem=font=\"Simplified Arabic,5,black,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" border=\"none,4,gray\" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char=\"\" num=\"0,black\" filter=\"\"]
وَإخوانكم بالشام يضحي مَقِيلُهم=ظهور المَذَاكِي أو بطون القشاعِمِ
يسومُهُم النصيري الهوان وأنتمُ =تجرون ذيل الخفض فعِلَ المسالم
[/poem]
فحي الله رجالك يا شام وحي معدنهم الأصيل .
رحم الله شهداءك يا شام وعز ثوارك ؟[/ALIGN]
[COLOR=blue]خليف بن صغير الشمري
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خــاص [/COLOR]