[ALIGN=CENTER][COLOR=red]هل تعرفون ما هو هذا التاريخ ؟[/COLOR]
إنه تاريخ يوم السبت القادم.. بداية العام الدراسي الجديد في الكليات والمعاهد والمدارس الأهلية والحكومية البنين والبنات.. ولذا فهو ذو أهمية بالغة لجميع البيوت السعودية.. وله ارتباط مباشر بحياة شريحة عريضة منا.. وكلٌّ ينظر له إيجاباً أو سلباً من زاويته هو وحسب المعطيات والتجارب التي سبقت في حياته التعليمية.. ولكن المجزوم به أنّ الغالبية - من أبنائنا الذكور خاصة - وللأسف الشديد تتمنى أن يتأخر هذا التاريخ، حتى تظل حياتها اليومية بلا نظام يضبط ولا واجب يُلزم ولا معلم يوجه ولا استيقاظ في ساعة مبكِّرة ولا... ولذا كان السؤال الذي طالما طُرح وما زال .. (لماذا يكره أبناؤنا المدرسة.. وكيف لنا أن نجعل من اليوم الدراسي يوماً محبّباً للنفوس.. وما هو السبيل الذي يوصلنا لجعل الطلبة والطالبات ينتظرون مثل هذا اليوم بفارغ الصبر باعتباره الأجمل من بين أيام العام من وجهة نظرهم الشخصية؟، وحتى أكون منصفاً فيما أقول.. لا يمكن أن يلام في هذا السلوك الغالب الوزارات ذات العلاقة المباشرة بالعملية التعليمية والتربوية فحسب، بل هو نتيجة حتمية للثقافة المجتمعية السائدة، وإفراز طبيعي لمساحة الترفيه التي فتحناها لأبنائنا بلا ضابط ولا رقيب.. ومع ذلك يمكن القول إنّ محاضننا التربوية والتعليمية التابعة لهذه الوزارات ليست واحدة فيما تبذله من جهد من أجل هذا اليوم الذي هو جميل في عيون المتفوقين والجادين الراغبين بالاستزادة من العلم والطموحين لتحقيق النجاح.. ويمكن أن نصنّف الإدارة الموكل إليها شأن التربية والتعليم في بلادنا المملكة العربية السعودية إلى أصناف ثلاثة:
- جامعات ومدارس وضعت هذا التاريخ في ذهنيّتها منذ نهاية العام الجامعي أو الدراسي الماضي، وعملت على التهيئة المطلوبة إبان إجازة نهاية العام بشكل مكثف ومدروس، وهي في التاريخ الوارد أعلاه، ستستقبل أبناءنا الطلاب استقبالاً يحفزهم على الإنجاز، ويبعث في نفوسهم الدافعية للانخراط ببرامجهم الدراسية بارتياح تام.. ولهؤلاء كلّ الشكر والتقدير، وجزماً سيكون لجهدهم، متى صدقت النيّة، الثمرة التي يتطلّع لها الطالب ووليّ الأمر في نهاية العام.
- جامعات ومدارس بذلت جهدها، ولكنها وللأسف الشديد لم تستطع إنجاز المهمة خلال الإجازة، وهي اليوم تحاول جاهدة أن تظفر بالوفاء، ولو بما يحفظ ماء الوجه أمام الطالب ووليّ الأمر خلال الأسبوع الأول الذي هو في عُرف الكثير من طلابنا وطالباتنا أسبوعاً تمهيدياً، حتى ولو كان هذا الطالب في السنة النهائية من دراسته الجامعية!!
- وصنف ثالث من مديري هذه الصروح التربوية والتعليمية الهامة لم يحرِّك ساكناً طوال الفترة الماضية، فهو عاجز عن الوفاء بمهام وظيفته الرئيسة، وليس لديه القدرة على القيام بما يحقق بيئة تربوية وتعليمية ملائمة للطالب والمعلم، وهذا الصنف من المسئولين، غالباً ما يلقي التبعة على الغير ويسب الزمن الذي هو فيه، ولديه اتكالية واضحة وتواكلية مفرطة تجعله قابعاً على الدوام في المربع الأول لا يبرحه مهما كثرت المحفزات وتعاظمت التحديات!!.
طبعاً وكما عوّدتنا صحافتنا المحلية والإلكترونية، ستكون البدايات في جميع مناطق المملكة مادة دسمة للإعلاميين، وسيمارس النقد الذي هو حق طبيعي للكل ومن صلب رسالة الصحفي، سترى صورة لمدرسة ترمّم، وشكوى من عدم وصول الكتب إلى المدرسة، وغياب معلم مادة.. وعدم توفير البديل، وتضجُّر من سوء الجدول الدراسي، وعلى المستوى الجامعي ستسمع الشاكي وهو يصرخ من إقفال الشعب وعدم نزول المواد بالشكل الملائم للجدول الذي يرغبه.. هناك جمعٌ منا سيبدأ عامه بروح اليأس والإحباط جرّاء ضعف البيئة التربوية والتعليمية الحاضنة والمشجعة، وهناك من سيكون منبع الإحباط لديه أُسرته التي لم تكترث بعد بأهمية العملية التعليمية، وهناك وهناك مسالك ومشارب عدّة تجتمع تحت سقف واحد وتتنوّع طعماً ولوناً، وقبل أن تبدأ الأقلام فنسمع صريرها ونقرأ تحاليلها وقبل أن تتحرك الأقدام لالتقاط الصور من موقع الحدث، قبل هذا وذاك يجب أن نعترف أننا بكل الجهود التي بُذلت والأموال التي ضُخّت والتجارب التي استُجلبت والعقول التي استُقطبت والنُّظم التي جُرِّبت والبعثات التي سُيِّرت والحوافز والبواعث التي أُقرّت، ما زلنا أعجز من أن نجعل هذا اليوم جميلاً في نفوس أهله وأصحابه كما هو في فنلندا مثلاً!! وعليه فإنّ من الواجب على أهل الاختصاص وذوي الشأن التفتيش عن مكمن الخلل.. ولنبدأ من حيث انتهى الغير.. ولنتذكّر أننا ننتمي إلى دين قدس العلم ورفع قدر أصحابه.. وأننا نعيش في زمن العلم فهو عنوان القوّة ورمز التقدم وباب النهوض.. دمتم بخير .. وكلّ عام دراسي ونحن إلى المجد أقرب.. ودُمتَ عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام. [/ALIGN]
[COLOR=red]
الدكتور / عثمان بن صالح العامر
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]