[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]جامعة حائل والمجتمع الحائلي ... رؤية تفاؤلية[/COLOR]
لا أزال أتذكر معاناة جيلنا من أبناء وبنات منطقة حائل عند البحث عن مقعد للدراسة الجامعية بعد التخرج من المرحلة الثانوية حيث لابد من هجر الأهل والأحباب والهجرة إلى مناطق أخرى بعيدة من أجل تحقيق الآمال والطموحات في التعليم العالي ناهيكم عن الشعور بالغربة وصعوبة السفر والعيش والإقامة والتكيف في مكان الدراسة الجديد. أما اليوم فقد أصبح مقعد الدراسة الجامعي في متناول أبناء وبنات حائل وهم ينعمون بالعيش في أحضان أسرهم بعيدا عن آلام التنقل والترحال والغربة وصعوبة التكيف فجزى الله ولاة الأمر خير الجزاء على إنهاء معاناة أبناء وبنات المناطق المختلفة بافتتاح الجامعات والكليات في كافة مناطق ومدن ومحافظات مملكتنا الحبيبة.
ها هي جامعة حائل ورغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز الست سنوات وهو عمر قصير جدا في عمر الجامعات تحتضن ما يقرب من 35 ألف طالب وطالبة في مختلف الكليات والتخصصات وفتحت الآفاق لتوظيف عدد كبير من أبناء وبنات منطقة حائل الكرام واحتضنت عددا كبيرا من أعضاء هيئة التدريس من الجنسين وفي مختلف التخصصات وابتعثت المئات من أبناء وبنات المنطقة لاكمال دراساتهم العليا في أرقى الجامعات العالمية ليعودوا ويسهموا في إكمال مسيرتها وافتتحت بشكل تدريجي وحسب امكاناتها ومواردها المادية والبشرية بعض برامج الماجستير أمام الراغبين من أبناء وبنات المنطقة في إكمال دراساتهم العليا وحصل مبدعوها من الطلاب والطالبات على جوائز محلية وخليجية تدعو للتباهي والفخر. وها هم جوالتها وكشافتها يشاركون في خدمة الوطن في الحج وغيرها من المناسبات ويحتلون المركز الأول من بين الكشافة في جامعات المملكة ويتم اختيارهم لصبحوا من بين رسل السلام على مستوى العالم .
لقد أحدثت جامعة حائل حراكا اقتصاديا وعلميا وثقافيا في منطقة حائل لا يمكن إنكاره، ولعل أسبوع الكتاب الأول الذي احتضنته الجامعة ونظمته في مركز الأمير سلطان الحضاري لتخرج من حدود أسوارها إلى قلب المجتمع الحائلي بهدف نشر ثقافة القراءة بين أبناء وبنات المنطقة وتوفير الكتب والمصادر العلمية والمعرفية عبر عدد كبير من دور النشر يمثل حدثا ثقافيا رائدا حيث تحتضن دور النشر هذه ما يربوا على 50 ألف عنوان.
إن المستقبل يحمل في طياته الخير الوفير الذي يمكن أن تقدمه جامعة حائل لأهالي حائل وللمملكة العربية السعودية بشكل عام حين تكتمل بنيتها الأساسية وحين ينتهي العمل بمستشفى الجامعة والذي سيشكل إضافة نوعية للخدمات الصحية بالمنطقة.
نعم هناك أوجه قصور لا يمكن إنكارها فالكمال لله تعالى ومن يعمل فمؤكد أنه سوف يخطيء كنتيجة طبيعية لأي جهد بشري ولكن من الانصاف ذكر النجاحات إلى جانب ذكر مواطن الاخفاقات فليس هناك مؤسسة في الدنيا تدعي النجاح الدائم وأنها بلا إخفاقات وأوجه قصور ينبغي أن تعمل على تلافيها في المستقبل حسب إمكاناتها ومواردها المادية والبشرية. كما أن رضا الناس غاية لا تدرك ومن الطبيعي أن يتذمر البعض رغم الاجتهادات المبذولة لتلافي السلبيات.[/ALIGN]
[COLOR=blue]أ.د عبد الله محمد الفوزان
أستاذ علم الاجتماع بجامعة حائل[/COLOR]