[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]الربيع العربي .. ودوره في التربيه ..[/COLOR]
إن من أهم ثمرات الربيع العربي، اكتشاف وُجود آفاق لحرية التعبير و إمكانية التغيير، لكن ما نلاحظه بشدة في كثير من الدول التي (نجحت) في الثورة و التحرإن من أهم ثمرات الربيع العربي، اكتشاف وُجود آفاق لحرية التعبير و إمكانية التغيير، لكن ما نلاحظه بشدة في كث ير من الدول التي (نجحت) في الثورة و التحرير هو هذا التَخبط و عدم القُدرة على استيعاب الآخر و أفكاره و مبادئه حيث أن فتح بَاب التعبير على مسرعيه بعد عقود من الكَبت و القَمع ، جعل الناس غير قادرة على استيعاب هذه الطفرة الكبيرة من الآراء المختلفة إن لم نقُل المتَضادة .
إن الاختلاف سنةٌ من سنن الله و لا يمكن في حال من الأحوال أن تجد شخصين متفقين على كل شيء و إلا فأحدُهما لا ضرورة لوجُوده ، لكن السؤال لما لا نستطيع استيعاب الآخر بفكره و آرائه و مبادئه ؟
الجواب الواضح هو عدم وجود ثقافة الحوار ، و هذا ليس نتيجة للحركية الحالية ولكن نتج عن عقود من الصَمت و الكَبت ؛ حيث كان الجهر بموقف مخالف يعني الخيانة أو الخُروج عن الثوابت الوطنية أو حتى الخروج عن ولي الأمر.
إن الحل يبدأ من جعل الحوار طريقة للعيش و ليس فقط للرفاهية أو حتى لحل المشاكل ؛ بل لابد أن يحضر الحوار في كل جوانب حياتِنا من أُسرنا إلى أماكن عملنا أو دراستنا ؛ حيث أن الإنسان بطبيعته لا يملك رؤية كاملة لأي موضوع لذلك فهو دائما بحاجة للآخر ليضيء له جانبا آخر من الحقيقة أو الصورة غير المُكتملة ، بالإضافة أن الجيل الذي يُربى على ثقافة الحوار يكون أكثر قدرة على استيعاب الآخر و العيش في مجتمع به من الاختلاف و تَنوع الأطياف ما يجعل الحياة مُستحيلة دون القدرة على التجاوب و التفاهم مع الآخر ، انطلاقا من هذه التوطئة فالحوار ضرورة و ليس رفاهية ، لكن ليكون للحوار الثمار المُثمرة و النتائج المُستحبة فلابد من توافر مجموعة من الشروط أذكر من أهمها :
• أن الحوار في كل شيء يعني الحوار فِلا شيء؛ إذ انطلاقا من أن الحوار هَدفه الأول البحث عن الحق فلا بد أن نُحدد وبشكل جيد موضوع الحوار و المفاهيم المرتبطة به بحيث أنهُ في العديد من الحوارات التي أجريتُها اكتشفت في الأخير بعد نقاش طويل قد يتحول إلى جدال و ربما إلى خصومة أن المُشكلة لم تكن اختلافا في الرُؤية بقدر ما كانت اختلافا في فَهم المُصطلحات؛ إذن من المفيد دائما تحديد الموضوع والمُصطلحات المرتبطة به فإن ظهر مصطلح جديد فلابد من طرح سؤال ماذا تعني به ؟
• هناك حالات يكون فيها المتحاورون غير مُطلعين عن الموضوع بشكل جيد ، من المفيد في هذه الحالة إعطاء معلومات للمتحاورين حو الموضوع المطروح وكمثال على هذه الحالة: طرح موضوع جديد في القسم للحوار في هذه الحالة سيجد التلاميذ صعوبة كبيرة في الحوار حول مَوضوع غير مُلمين بتفاصيله لذلك من المفيد جعل العشرين دقيقة الأولى حصة لإعطاء معلومات و الإحصاءات حول الموضوع المطروح للحوار.
• لابد من وضع ضوابط للحوار لألاَ يخرج عن نطاقه الصحيح كأن يتحول إلى تجريح و كلام غير مقبول أو حتى خروجا عن الموضوع من أجل تَمييعه و تَعويمه من أجل التهرب من الوصول لخُلاصات لا يريدها طرف من أطراف الحوار.
• سيكون من الجيد دائما تلخيص أهم النقاط التي دار حولها الحوار بالإضافة للنقاط التي حُسم فيها و حصل اتفاق حولها و كذلك النقاط التي لم يتوصل المتحاورون حولها لحل مُتفق حوله ، ليكُون مرجعا لحوار جديد من أجل الحسم في نقاط الاختلاف.
إذا أُحترمت هذه الضوابط فإن للحوار ثمرات و نتائج مباشرة و غير مباشرة في تربية جيل النهضة جيل مُتوازن إيجابي و كُفء و مُنتج ، و مواطن صالح قادر على العيش بشكل ايجابي داخل مجتمع مختلف بالضرورة ، من هذه التمرات التي يجب التأسيس لها من خلال الحوار النقط القليلة التالية :
• الحرص على معرفة الحقيقة و الوُصول للصورة الكاملة للموضوع المطروح ؛ إذ أن عقلين يُفكران في نفس المشكلة أحسن بالتأكيد من عقل واحد ؛ لأن عقل الإنسان محدود و شهواته كثيرة و معلوماته ناقصة فلا يمكنه الوصول لحل كامل بوسائل غير كاملة ؛ لذلك فالتفكير في نفس الموضوع بعقول مُختلفة يقربنا أكثر للحقيقة.
• و من ثمراته جعل الناس أكثر قدرة على الاستماع ؛ حيث أن المجتمع الذي يسود فيه الحوار كطريقة للعيش يكُون أكثر قدرة على الاستماع للآخر مهما كان مختلفا معه ، و لكي نستمع بشكل أفضل لابد أن تكون نيتنا الوصول للحق و ليس القضاء على الآخر و إفحامه ، ولابد أن تَستمع و تَعي ما يقول و أن تنظُر في عينه و أن تظهر له من خلال ملامحك أنك منتبه لكلامه.
• كذلك من ثمراته القدرة على الاستدلال و استعمال المنطق ؛ إذ أنه في الحوار تحتاج لجلب الأدلة و الربط بين الأفكار بشكل منطقي من أجل إقناع الآخر بموقفك أو استنتاجك ؛ مما يولد عندك إدراك أكبر للوصول لنتائج تكون منطقية انطلاقا من وقائع و معلومات صحيحة.
• تنمية الحس النقدي حيث أن الإنسان خلال الحوار يحاول دائما نقد فكرة محاوره و إثبات عدم صحتها، سواء بنقد دلائله أو طريقة الربط بين الأسباب و النتائج.
• و أخيرا الانفتاح على الآخر و الاقتناع أن الحقيقة ليست دائما قَطعية و لكن من الممكن لنفس الموضوع أن تكون له العديد من الحلول و الزوايا المُختلفة ، بالإضافة لخلق حب المعرفة و البحث عنها من خلال طرح الأسئلة و البحث عن الحُلول و البدائل.
انتبه عزيز القارئ :
من الخلط بين الحوار و الجدال حيث أن كلاهما يكون بين متحاورين أو أكثر أشخاص أو مجموعات ، لكن الهدف مختلف تماما بينهما ؛ فإذا كان هدف الحوار معرفة الحقيقة و الوصول للحق ، فإن الهدف من الجدال هو غَلبة الخصم و إفحامُه و إلزامُه الحُجة ، كذلك هنا اختلاف في الأسلوب؛ فأسلوب الحوار يَنطلق من الكلام الجميل و من منطق الفهم و الحكمة ، بينما أسلوب الجدال يَتجاوز ذلك إلى الكلام الصاخب و ربما التجريح أو حتى الدخول في المعلومات الشخصية للآخر من أجل رد كلامه و إظهاره غير منسجم مع كلامه .
تأصيل :
قال تعالى " وقولوا للناس حسنا " البقرة :83
قال تعالى " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " طه :44
قال صلى الله عليه و سلم " الكلمة الطيبة صدقة " صحيح ابن حبان
ير هو هذا التَخبط و عدم القُدرة على استيعاب الآخر و أفكاره و مبادئه حيث أن فتح بَاب التعبير على مسرعيه بعد عقود من الكَبت و القَمع ، جعل الناس غير قادرة على استيعاب هذه الطفرة الكبيرة من الآراء المختلفة إن لم نقُل المتَضادة .
إن الاختلاف سنةٌ من سنن الله و لا يمكن في حال من الأحوال أن تجد شخصين متفقين على كل شيء و إلا فأحدُهما لا ضرورة لوجُوده ، لكن السؤال لما لا نستطيع استيعاب الآخر بفكره و آرائه و مبادئه ؟
الجواب الواضح هو عدم وجود ثقافة الحوار ، و هذا ليس نتيجة للحركية الحالية ولكن نتج عن عقود من الصَمت و الكَبت ؛ حيث كان الجهر بموقف مخالف يعني الخيانة أو الخُروج عن الثوابت الوطنية أو حتى الخروج عن ولي الأمر.
إن الحل يبدأ من جعل الحوار طريقة للعيش و ليس فقط للرفاهية أو حتى لحل المشاكل ؛ بل لابد أن يحضر الحوار في كل جوانب حياتِنا من أُسرنا إلى أماكن عملنا أو دراستنا ؛ حيث أن الإنسان بطبيعته لا يملك رؤية كاملة لأي موضوع لذلك فهو دائما بحاجة للآخر ليضيء له جانبا آخر من الحقيقة أو الصورة غير المُكتملة ، بالإضافة أن الجيل الذي يُربى على ثقافة الحوار يكون أكثر قدرة على استيعاب الآخر و العيش في مجتمع به من الاختلاف و تَنوع الأطياف ما يجعل الحياة مُستحيلة دون القدرة على التجاوب و التفاهم مع الآخر ، انطلاقا من هذه التوطئة فالحوار ضرورة و ليس رفاهية ، لكن ليكون للحوار الثمار المُثمرة و النتائج المُستحبة فلابد من توافر مجموعة من الشروط أذكر من أهمها :
• أن الحوار في كل شيء يعني الحوار فِلا شيء؛ إذ انطلاقا من أن الحوار هَدفه الأول البحث عن الحق فلا بد أن نُحدد وبشكل جيد موضوع الحوار و المفاهيم المرتبطة به بحيث أنهُ في العديد من الحوارات التي أجريتُها اكتشفت في الأخير بعد نقاش طويل قد يتحول إلى جدال و ربما إلى خصومة أن المُشكلة لم تكن اختلافا في الرُؤية بقدر ما كانت اختلافا في فَهم المُصطلحات؛ إذن من المفيد دائما تحديد الموضوع والمُصطلحات المرتبطة به فإن ظهر مصطلح جديد فلابد من طرح سؤال ماذا تعني به ؟
• هناك حالات يكون فيها المتحاورون غير مُطلعين عن الموضوع بشكل جيد ، من المفيد في هذه الحالة إعطاء معلومات للمتحاورين حو الموضوع المطروح وكمثال على هذه الحالة: طرح موضوع جديد في القسم للحوار في هذه الحالة سيجد التلاميذ صعوبة كبيرة في الحوار حول مَوضوع غير مُلمين بتفاصيله لذلك من المفيد جعل العشرين دقيقة الأولى حصة لإعطاء معلومات و الإحصاءات حول الموضوع المطروح للحوار.
• لابد من وضع ضوابط للحوار لألاَ يخرج عن نطاقه الصحيح كأن يتحول إلى تجريح و كلام غير مقبول أو حتى خروجا عن الموضوع من أجل تَمييعه و تَعويمه من أجل التهرب من الوصول لخُلاصات لا يريدها طرف من أطراف الحوار.
• سيكون من الجيد دائما تلخيص أهم النقاط التي دار حولها الحوار بالإضافة للنقاط التي حُسم فيها و حصل اتفاق حولها و كذلك النقاط التي لم يتوصل المتحاورون حولها لحل مُتفق حوله ، ليكُون مرجعا لحوار جديد من أجل الحسم في نقاط الاختلاف.
إذا أُحترمت هذه الضوابط فإن للحوار ثمرات و نتائج مباشرة و غير مباشرة في تربية جيل النهضة جيل مُتوازن إيجابي و كُفء و مُنتج ، و مواطن صالح قادر على العيش بشكل ايجابي داخل مجتمع مختلف بالضرورة ، من هذه التمرات التي يجب التأسيس لها من خلال الحوار النقط القليلة التالية :
• الحرص على معرفة الحقيقة و الوُصول للصورة الكاملة للموضوع المطروح ؛ إذ أن عقلين يُفكران في نفس المشكلة أحسن بالتأكيد من عقل واحد ؛ لأن عقل الإنسان محدود و شهواته كثيرة و معلوماته ناقصة فلا يمكنه الوصول لحل كامل بوسائل غير كاملة ؛ لذلك فالتفكير في نفس الموضوع بعقول مُختلفة يقربنا أكثر للحقيقة.
• و من ثمراته جعل الناس أكثر قدرة على الاستماع ؛ حيث أن المجتمع الذي يسود فيه الحوار كطريقة للعيش يكُون أكثر قدرة على الاستماع للآخر مهما كان مختلفا معه ، و لكي نستمع بشكل أفضل لابد أن تكون نيتنا الوصول للحق و ليس القضاء على الآخر و إفحامه ، ولابد أن تَستمع و تَعي ما يقول و أن تنظُر في عينه و أن تظهر له من خلال ملامحك أنك منتبه لكلامه.
• كذلك من ثمراته القدرة على الاستدلال و استعمال المنطق ؛ إذ أنه في الحوار تحتاج لجلب الأدلة و الربط بين الأفكار بشكل منطقي من أجل إقناع الآخر بموقفك أو استنتاجك ؛ مما يولد عندك إدراك أكبر للوصول لنتائج تكون منطقية انطلاقا من وقائع و معلومات صحيحة.
• تنمية الحس النقدي حيث أن الإنسان خلال الحوار يحاول دائما نقد فكرة محاوره و إثبات عدم صحتها، سواء بنقد دلائله أو طريقة الربط بين الأسباب و النتائج.
• و أخيرا الانفتاح على الآخر و الاقتناع أن الحقيقة ليست دائما قَطعية و لكن من الممكن لنفس الموضوع أن تكون له العديد من الحلول و الزوايا المُختلفة ، بالإضافة لخلق حب المعرفة و البحث عنها من خلال طرح الأسئلة و البحث عن الحُلول و البدائل.
انتبه عزيز القارئ :
من الخلط بين الحوار و الجدال حيث أن كلاهما يكون بين متحاورين أو أكثر أشخاص أو مجموعات ، لكن الهدف مختلف تماما بينهما ؛ فإذا كان هدف الحوار معرفة الحقيقة و الوصول للحق ، فإن الهدف من الجدال هو غَلبة الخصم و إفحامُه و إلزامُه الحُجة ، كذلك هنا اختلاف في الأسلوب؛ فأسلوب الحوار يَنطلق من الكلام الجميل و من منطق الفهم و الحكمة ، بينما أسلوب الجدال يَتجاوز ذلك إلى الكلام الصاخب و ربما التجريح أو حتى الدخول في المعلومات الشخصية للآخر من أجل رد كلامه و إظهاره غير منسجم مع كلامه .
تأصيل :
قال تعالى " وقولوا للناس حسنا " البقرة :83
قال تعالى " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " طه :44
قال صلى الله عليه و سلم " الكلمة الطيبة صدقة " صحيح ابن حبان [/ALIGN]
[COLOR=blue]خالد صالح المهيلب
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص[/COLOR]