[ALIGN=CENTER][COLOR=red]لصوص الثورة :[/COLOR]
في جميع الثورات العالمية بدأ من الثورة الفرنسية (1789-1799م) وأخيراً وليس آخراً الثورة السورية2011م
كل هذه الثورات واجهت وبعضها لاتزال تواجه مصاعب في تحقيق أهدافها ولعل أعداؤها في بداية الثورة
هم أصدقاؤها في مابعد الثورة ،ولكن الفرق أنهم في البداية أعداؤها ومحاربون لها ،أما في انتصار الثورة يتحول أعداؤها
إلى أصدقاء لها لكنهم في الحقيقة يبقون أعداء وخطرهم على الثورة في نهايتها أشد من خطرهم
في بدايتها لأنهم في نهايتها أصبحوا أصدقاء ظاهراً وأعداء باطناً عندها يتحول هؤلاء الأعداء إلى لصوص الثورة
يسرقون أهدافها ويثيرون رأي الشارع من أجل صرف الناس عن سياساتهم الدنيئة ويتاجرون بدماء ضحاياها.
لذلك من كان عدواً للثورة في بدايتها حتماً لن يكون صديقاً في نهايتها ،لذلك على شعوب
الثورات العربية أن تتوخى الحذر في اختيار حكوماتها وتتجنب المطالبة بالإقتصاص من كل من عمل مع
الأنظمة السابقة ولنأخذ رسالة مانديلا موحد بلاد جنوب إفريقيا بالإعتبار حيث قال ناصحاً الثورات العربية:(أذكر جيداً
أني عندما خرجت من السجن كان أكبر تحدٍ واجهني هو أن قطاعاً واسعاً من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق لكنني وقفت دون ذلك وبرهنة الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لنجرفت جنوب
إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد) ويكمل كلامه قائلا في نهاية رسالته:(أتمنى أن تستحضروا قول نبيكم "اذهبوا فأنتم الطلقاء").
على شعوب الربيع العربي أن تدرك الخطر المحدق بها وعلى حكوماتها الإنتقالية وما بعد الإنتقالية أن تقود البلاد والعباد لبر الأمان وأن تتجنب سياسة الإنتقام وأن تهتم بالقضايا الأهم قبل المهمة ،لأنه كما تشاهدون
في بعض دول الربيع العربي نرى أن الحكومات الإنتقالية تضخم قضايا تافهة ليست في وقتها
وربما بسياستها العمياء تولد ثورة من رحم ثورة تكون أشد عنفاً وأكثر خسائر من تلك الثورة.[/ALIGN]
[COLOR=blue]متعب سليمان السيف
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص
لتواصل عبر تويتر:
https://twitter.com/[/COLOR]