[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]أطفالنا وذبح الأضاحي[/COLOR]
من حق أي إنسان أن يعترض على موضوع مقالي هذا، ومن حقه أن يرفضه جملة وتفصيلا، ومن حقه أن يفعل عكسه تماما، فأنا هنا أعرض وجهة نظر قابلة للأخذ والرد والنقد والرفض والتفنيد. فقد لفت نظري أثناء عيد الأضحى المبارك أن الكثيرين يعرضون أطفالهم لمنظر ذبح الأضاحي وهم في أعمار مبكرة ولا يملكون القدرة على التمييز ومعرفة مبررات ذبح الأضاحي. ومن الطبيعي أن استجابات الأطفال للمواقف تختلف من طفل لآخر فبعضهم يتحمل الموقف والبعض الآخر قد يصاب بالرعب والخوف ونوبات البكاء والهلع أثناء النوم وربما يصل الحال ببعضهم إلى درجة الإغماء والتبول اللاإرادي من هول الصدمة.
قد يقول البعض أن هذه شعيرة دينية ويجب تأصيلها في نفوس الأطفال بتعريضهم لمنظر ذبح الأضاحي، وقد يقول البعض أنت في مقالك هذا تحول أطفالنا إلى مجموعة من الخوافين والمائعين ولابد من تعويدهم على الخشونة ورباطة الجأش، ولكن ينسى هؤلاء أن تعريض الأطفال في طفولتهم المبكرة لمنظر مخيف كهذا قد يأتي بنتائج عكسية تدعو إلى الندم والحسرة ولكن بعد فوات الأوان.
كثيرون وكثيرات من أطفالنا امتنعوا عن أكل اللحم نهائيا، وكثيرون وكثيرات أصابتهم نوبات بكاء وحالات إغماء بسبب حسرتهم على ذبح الأضاحي وشعورهم بأنه لا ذنب لهذه الحيوانات أن تتعرض للذبح بحكم ضعف خبرتهم في الحياة وعدم إدراكهم للأبعاد الدينية المرتبطة بذبح الأضاحي، وربما ينقم بعض الأطفال على الدين نفسه لأنه لا يمانع بل ويشجع على ذبح الحيوانات ... فهل أنتم مع تعريض الأطفال لخبرة ذبح الأضاحي أم ضدها؟ أنا مع عدم تعريضهم لهذا الموقف المرعب والمخيف ومن حقكم اتخاذ الموقف المعارض لي بشرط أن تتحملوا نتائج قراراتكم أيا كانت انعكاساتها على أطفالكم وأنا سأتحمل نتائج قراري وانعكاساته على أطفالي ... تقبلوا تحياتي.[/ALIGN]
[COLOR=blue]أ.د عبدالله محمد الفوزان
أستاذ علم الاجتماع بجامعة حائل
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص[/COLOR]