[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]دستور مملكة النحل ... الحلقة الثامنة [/COLOR]
ثم طار الذكر ومن معه وودعتهم الملكة وكلها أمل بأن يعودوا سالمين غانمين ...
إحدى العاملات : سيدتي هل هناك أمل في عودة رفاقنا المفقودين .
الملكة : الأمل بالله كبير مادام أنه لم يتأكد خبر هلاكهم يجب علينا أن لا نيأس .
ثم انقضى اليوم الأول من المهلة وفي المساء عاد النحل إلى الخلية وأغلقت الأبواب ثم تناول الجميع طعام العشاء وأخلدوا بعد ذلك للنوم . وفي اليوم الثاني باشر النحل عمله وانتشر في جزيرتنا الجميلة ساعيا وراء رزقه وكانت ملكتنا الفتية تقبع فوق أعلى سعفة من سعف نخلتنا المباركة رافعة يديها للواحد الديَّان لاهجة له بالدعاء والحمد والثناء .
ثم مرَّ اليوم الثالث فالرابع فالخامس ، وعند المساء تجمهر النحل فوق الصخرة التي تحمل الخلية وكلهم أمل بأن يمن الله عليهم بعودة أصدقائهم جميعا ، وقبيل أن تهبط الشمس آفلة صاحت أحدى العاملات .
العاملة : أبشروا لقد عاد الذكر وفرق البحث إني أراهم مقبلين من جهة الغرب
ثم التفت النحل جميعا نحو الغرب ، وتأكد خبر عودتهم عندما شاهد النحل الفرق مقبلة نحو الصخرة ، ولكن هل وجدوا المفقودين أم أنه تم فقد آخرين ممن كانوا ضمن فرق البحث .
وما هي إلا لحظات حتى هبط ذلك الذكر الشجاع رئيس الفرق ومن معه أمام الخلية على الصخرة وإذا بعدد النحل الذي خرج للتفتيش يزيد نحلتين ، وبعد هبوط النحل ألقوا التحية على الملكة ثم على بقية النحل وبعد ذلك قال الذكر الشجاع
الذكر : سيدتي لقد طرنا قبل خمسة أيام نحمل الأمل الكبير في قلوبنا وبعد مرور المهلة منَّ الله علينا وأكرمنا بأن عثرنا على الفرقة السادسة المكونة من نحلتين وهاهما أمامك
الملكة : عينيها تذرف دمعا كحبات الماس المصقول وصوتها يرتجف من شدة الفرحة تُقبِل على رفاقها وتحتضنهم بكل حنان وجميع النحل في تلك اللحظة يبكي من شدة الفرح فكان حال النحل موافقا لقول الشاعر :
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنا كــــــــل الظن ألا تلاقيا
كاد النحل أن يفقد الأمل في العثور على المفقودين ولكن الله سلم سلم ، وكانت تلك الليلة من أسعد الليالي التي مرت على طائفة النحل ثم أمرت ملكة النحل العاملات المسؤولات عن إعداد طعام العشاء أن يسرعن في تجهيز الموائد نظرا لشدة جوع النحل الذي عاد من رحلة البحث وبالفعل مدت الموائد في وقت قياسي داخل الخلية ثم بدأ النحل بتناول طعام العشاء وعندما انتهى الجميع من الأكل قالت الملكة
الملكة : أعزائي النحل نظرا للفرحة الكبيرة التي هبطت علينا في هذه الليلة الجميلة فسوف نسمح بالسهر حتى منتصف الليل كي نحتفل بالأبطال الذين خرجوا للبحث وكذلك المفقودين الذين من الله علينا وعليهم باللقاء بعد الفراق .
فرقص النحل من شدة الفرح وما هي إلا لحظات حتى رفعت الموائد وتجمع النحل داخل الخلية في الصالة الرئيسية على شكل صفوف وكان الصف الأول مكونا من أبطال فرق البحث وكذلك المفقودين . وكانت الملكة جالسة أمام صفوف النحل وبجانبها إحدى العاملات ثم بدأ الحفل .
العاملة : ملكتنا الغالية أعزائي النحل يا لها من فرحة ، نحن الآن نحتفل بعودة الأبطال الذين عثروا على رفاقنا المفقودين ولكن نود قبل أن نبدأ بالاحتفال أن تخرج أحدى النحلتين المفقودتين وتخبرنا عن السبب الذي أدى لضياعهما طوال الفترة السابقة .
الملكة : تأذن لإحدى العاملات المفقودات بالكلام .
العاملة المفقودة : عيناها تذرف دمعا من رهبة الموقف وشدة الفرح ثم تتكلم : بسم الله الرحمن الرحيم عندما غادرت أنا وأختي التي كانت معي ضمن الفرقة السادسة اتجهنا نحو الغرب ، نحو جزيرة الدبابير وعندما وصلنا هناك تم أسرنا من قبل الدبابير هذا في بداية الأمر ولكن بعد مضي أربعة أيام تم نقلنا من مكان الأسر إلى
رئيس الدبابير وعندما مثلنا أمامه قال :
رئيس الدبابير : ما الذي أتى بكما إلى جزيرتنا .
العاملة المفقودة : جئنا يا سيدي كي نبحث عن أصدقائنا الذين تشردوا بعد احتلالكم لمملكتنا .
رئيس الدبابير : وما سبب بحثكم عنهم .
العاملة : ترتبك ولا تريد أن تفشي سر بحثها عن رفاقها لكي لا يعلم الدبابير بأن النحل ينوي بناء مملكة جديدة : ترد بصوت متردد : لا لشيء سيدي نبحث عنهم فقط نريد أن نطمئن عليهم .
رئيس الدبابير غاضب : أنتِ تكذبين أيتها الوقحة ... الرئيس ينادي الحراس : خذوا هاتين الوقحتين وسوموهما سوء العذاب حتى يُخبِرنَنِي عن سبب بحثهما عن رفاقهما .
العاملة المفقودة : تكمل ما حصل قائلة : ثم يا سيدتي ( المخاطب ملكة النحل ) قاموا بربطنا تحت أشعة الشمس وقطعوا عنا الماء لمدة يومين حتى شارفنا على الهلاك وفي اليوم الثالث تجمعوا حولنا وأخذوا يضربوننا بالعصي ولكن صديقتي المسكينة لم تتحمل شدة التعذيب وهذا الذي جعلها تفشي سر بناء المملكة الجديدة فقد أخبرت رئيس الدبابير عن الدستور المحكم الذي وضعناه لكي نحمي مملكتنا به منهم في المستقبل .
ثم سكتت العاملة المفقودة وأخذت تبكي أما بالنسبة للعاملة الثانية التي اعترفت للدبابير بسر النحل أخذت تبكي بصوت عالٍ وهي جالسة في الصف الأول وتقول أنا السبب أنا أستحق الموت وأخذت تلطم خديها وتبكي . ثم التفتت إليها الملكة ....
الملكة : تقوم من كرسيها متجهة نحو العاملة التي أفشت السر وعندما وقفت أمامها مدت يديها وأمسكت بيدي العاملة التي تبكي ثم قامت الملكة بتقبيل رأس تلك العاملة ثم قالت لها : هوني عليكِ ولا تقلقي .
جميع الحضور وبأصوات عشوائية والجميع مندهش من تواضع الملكة وحلمها وعطفها : أصوات النحل : يا إلهي ما هذا التواضع ملكتنا تقبل رأس عاملة بسيطة ... يا ستِّير ملكتنا الغالية تحمل هذا القلب الكبير ... عاشت عاشت عاشت ملكتنا ....
الملكة تخاطب العاملة التي أفشت السر
الملكة : .......... [/ALIGN]
تابعونا في الحلقة المقبلة
[COLOR=blue]ناصر الهواوي
Nasir321n@hotmail.com[/COLOR]
رابط الحلقه الاولى
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=24[/URL]
رابط الحلقه الثانية
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=37[/URL]
رابط الحلقه الثالثة
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=43[/URL]
رابط الحلقة الرابعة
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=53[/URL]
رابط الحلقة الخامسة
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=61[/URL]
رابط الحلقة السادسة
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=75[/URL]
رابط الحلقة السابعة
[URL]http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=83[/URL]