[ALIGN=CENTER][COLOR=red]المفسد في ثياب الناصح الأمين[/COLOR]
إن في قصص الأمم الماضية عِبرة لِمعتَبِر...
قد لا يخفى على الكثير ممن يندرجون تحت هذا العنوان لكن تتفاوت حالهم على اختلاف درجة الأفاعي في خطورتها مع نعومة ملمسها لكن خطرها يكمن في داخلها متى ما كشرت عن أنيابها وسلت سهامها المغروسة بالسم المميت...
والجامع بينها وبين الحال والمقال ما آل إليه البعض من التقوقع بين دفتي التبجح والترزز على صفحات ومواقع عنكبوتيه ليظهر بمظهر المشفق المخلص وهو يبطن في جوفه الوباء المهلك... يتظاهر أمام الناس بأنه المصلح وحامل لواء الإصلاح وهو يقود إلى الهاويه ويقود إلى الشر والدمار والفتك بحلقة الوصل والإجتماع بطلاسمه الفاسده المفسده الضالة المضللة...
ومِن عجائب هذا الزمان أن يَتظاهر المفسدون بلباس النصح والشفقة، ودعوى التوسّط والاعتدال! ليلبسوا على الناس أمرهم ويشتتوا آمالهم ويصوروا واقعهم بأنه مرير وحياتهم بأنها يائسة ليستميلوا عواطفهم بكلماتهم المعسوله التي تخفي في طياتها السم الزعاف لكسب عطفهم...
ففي عالمنا كثير من العجائب والغرائب التي تتكشف يوماً بعد يوم وتظهر حقائقها جلية ويدرك الناس الخطر الداهم الخفي الذي يكاد يعصف بالمجتمع لولاء فضل الله ورحمته بأمته لكادت أن تهلك بما يمليه مردة الجن والإنس من إرهاصات وتقلبات عاشوها جنحت بهم عن الطريق المستقيم فظنوا بأنفسهم خيراً واتهموا الناس بالباطل فجاؤا يزفون متمطين صهوات الإصلاح على خيول الغدر والخيانة...
ولئن ظَهَر المتلبسين بثياب الوعّاظ والْمُذَكِّرين، فقد بَرَز " فرعون " في ثياب الناصح الأمين، فَحَلَف وأقسم بالله إنه لمن الناصحين! وهو من الهالكين فقاد زمرته إلى الجحيم...
إن نسبتهم إلى العِلم، ونِسب العلم إليهم كَنِسْبَةِ الثَّرى إلى الثُّريّـا فشتان بين هذا وذاك إن العلم لا يطلق إلا على من هو أهلاً له يستمد من نوره ويعيش به فلا يهلك نفسه بتخبطه في الطلاسم وهو يدعي العلم أليس هو أحق بأن ينجي نفسه ويرحمها قبل أن يرحم الناس أجمعين...
إن النفوس المريضة ترى في الفساد حُريّة شخصية... والتآمر مع المفسدين مصلحة جليه ... ومآربها ذات أولويه ... والمراوغة والتحايل ممارسة طبيعية! تلك مبلغهم من العلم...
كان من الأولى بهم أن لا يتلونوا وأن يستمدوا نهجهم من العلماء الراسخين في العلماء وينبذوا الهوى ويعودوا لرشدهم فسبيل السلم واضح والفتن حوله مدلهمات لا ينجوا منهن إلى راشد، وكان على الناس لمثل هؤلاء أن لا يعطوا أكبر من مقامهم ولا يروج لهم فالترويج لهم دعاية مجانية، حتى يحالوا التقاعد الفكري .[/ALIGN]
[COLOR=blue]الاستاذ / نايف بن سعد الدابسي
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص [/COLOR]