[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أيعقل هذا ؟؟؟؟ [/COLOR]
إلى متى والمواطن السعودي يجد نفسه ضحية لمظاهر شتى من الاستغلال والنصب والاحتيال والخداع دون أن يجد من ينصفه أو يحميه من هذه الممارسات؟ أغذية فاسدة بكميات هائلة ... آلاف العبوات الفاسدة من حليب الأطفال ... أدوية منتهية الصلاحية ... سلع وبضائع مغشوشة ومقلدة ... مساهمات عقارية وهمية ... هوامير بطاقات سوا ... هوامير الأسهم ... صناديق البنوك الاستثمارية ... أطباء ومعلمون بشهادات مزورة ... برنامج مساكن ... كلها نماذج ومظاهر مختلفة للاستغلال والنصب والاحتيال والخداع يروح ضحيتها المواطن الغلبان وينتظر إنصافه من القائمين بهذه الممارسات فلا يملك سوى الحزن والحرقة والألم دون أمل لديه بأن هناك من سينصفه ويعاقب من مارس ضده هذه الممارسات الاجرامية ويوقفه عند حده.
كيف تجرأ هؤلاء على القيام بممارساتهم تلك بحق المواطن لولا شعورهم المسبق بالأمن من العقوبة؟ وهل يكفي أن نحمل المواطن مسئولية الجهل بالأساليب الخادعة لهؤلاء ونلومه على جهله ونتركه يتجرع مرارة الحزن والألم بينما يبقى المجرم يسرح ويمرح ويتراقص على جثث وأحزان المواطنين الغلابا ؟ أين دور الأجهزة المعنية بحماية المواطن من مثل هذه الممارسات المهددة لحياة المواطن وسلامته وأمواله وممتلكاته قبل وقوعها؟ ولماذا تقف هذه الأجهزة موقف المتفرج حتى الآن؟ أليس من واجبها تثقيف المواطن وتنويره بهذه الممارسات وتحذيره منها قبل أن تقع ومن ثم منع ومعاقبة كل من تسول له نفسه استغلال المواطن وخداعه والتشهير به ليكون عبرة لغيره؟.
نعم يجب إيقاف هذا المسلسل القذر من الاستغلال والنصب والاحتيال والخداع بحق المواطنين، وهذا الايقاف لن يتحقق إلا بتوعية الناس وبنصب المشانق لمن يستحق المشنقة وتجهيز الزنزانات لمن يستحقها وتخصيص مساحات واسعة للتشهير عبر كافة صحفنا اليومية لمن يستحق التشهير وبتر أيادي اللصوص التي خدعت المواطن واستأثرت بأمواله دون وجه حق ومنع الأجهزة الحكومية والأهلية من أن تكون طرفا في استغلال المواطن وممارسة النصب والاحتيال والخداع بحقه.
عيب علينا أن يصبح المواطن السعودي مستهدف حتى في وطنه فيجد من يهدد حياته بأغذية فاسدة وأدوية منتهية الصلاحية وبضائع مغشوشة أو يسرق أمواله بمساهمات وهمية أو بنشاطات استثمارية خرقاء أو ببرامج تنموية تستهدف إثقال كاهله وكاهل ورثته بالديون الأزلية.
أما يكفي أن هذا المواطن الذي تعرض ويتعرض لمظاهر الاستغلال والخداع والنصب والاحتيال ظل ابنا بارا لقيادته ووطنه ومجتمعه واكتفى بالدعاء على من ظلمه رغم مرارة تلك المظاهر التي مر بها ونالت من صحته وأمواله وجعلته أسير الآلام والأحزان والأهات والأمراض النفسية والجسدية والفقر والديون. ألا يستحق هذا المواطن النبيل أن يعيش من الآن فصاعدا بمأمن من اللصوص والحرامية ومصاصي الدماء ومحترفي الابتزاز والغش والخداع والنصب والاستغلال والتزوير والاحتيال؟.
إن الحلقة الأهم في غرس الانتماء الوطني تكمن في إحساس المواطن بأنه في مأمن من الاستغلال والخداع والنصب والاحتيال وبأن مؤسسات الدولة جميعها تقف سدا منيعا ضد هذه الممارسات التي تنال من أمنه واستقراره وتهدد حياته وسلامته. أما أن يبقى المواطن مكسور الخاطر ويشعر بالغبن إزاء ممارسات متكررة ومتجددة تستنزف أمواله وتهدد حياته ولا يجد من ينصفه أو يبالي بهمومه وأحزانه ويعاقب المتسبب فهذا ما لا ينبغي السكوت عنه أو تجاهله ... هذا وللجميع أطيب تحياتي.[/ALIGN]
[COLOR=blue]الدكتور / عبدالله محمد الفوزان
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]