[ALIGN=CENTER][COLOR=red]خطر الشائعات على المجتمع[/COLOR]
تتكاثر الشائعات مع تكاثر من يملكون وسائل التكنولوجيا الحديثة وأصبح الشخص يشكل خطر على نفسه ومجتمعه كما قال المثل (حامل داه برداه) وهو لا يعلم وأصبحت هذه التكنولوجيا يملكها كافة أفراد المجتمع الصغير والكبير الطفل والمراهق والمعلوم والمجهول دون أدنى ثقافة ووعي بمخاطر هذه التكنولوجيا التي ربما كان خطرها أكثر من منافعها إن ضل الوضع على ما هو عليه فأصبحت خطر يكتسح البيوت والشوارع والمدن بل وصلت القرى والريف ولم يسلم منها أحد إلا وداهمته افتراء على شخص وكذب على آخر وتزوير على آخر وهتك لآخر وترويج لقبيح وتشويه للحسن لكل من كان لديه اعتقادات وتوجهات وسموم فينفثها دون علم أحد فمن يشاهد الواقع اليوم الذي نجد فيه الناس تسمع لحدث - ما- فيسيرون خلفه وهم ليس لديهم معلومة عنه بمجرد مرور رسالة (بلاك بيري- أو وتس آب) فهبوا لها والله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
فما بال هؤلاء القوم لا يتبينوا الحق أم أنهم أرادو مخالفة أمر الله أم لجهل بهم أم أنهم غافلون عن هذا أم أرادوا أن يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين تلك الجهل بعينه إن ما يأتي لا نعلم عن مدى صحته ودقته وماذا أريد به ولربما خير يحمل بين طياته شرا ومن الذي أثاره... وأن كان صحيح فما دورنا نحن وماذا سينتج عما نفعله اليس منا رجلٌ رشيد ثم هل نحن أهل الاختصاص وهل هذا شأننا أم أننا مجرد تابعون... إنها أسئلة تحتاج لعاقل يجيب عنها في حالة هدوء وتمعن وبموضوعية خالصة بعيداً عن العواطف الجياشة والأهواء المفعمة بالميول والاتجاهات فلإنسان مؤتمن على ما يقول فليحاسب لسانه وبنانه عقله الذي منحه الله إياه...
ثم ألا نخشى من حصائد ألسنتنا التي أهلكتنا فيما لا يعنينا ... إن الشائعات هي أفيون هذا العصر فهي مصادر مجهولة سريعة الأنتشار ذات طابع استفزازي أفكار يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها فهي ترويج لأخبار مختلفة ومختلقة لا أساس له من الواقع أو هي المبالغة في سرد خبر يحتوي جزء ضئيل من الحقيقة أو تزوير أخبار ليس في محلها.
لكن الغريب ممن يصدقون هذا وينشرون هذا الشائعات على غير علم وثبت وكيف أن تم توظيف التكنولوجيا الحديثة في مثل هذه الأعمال المشينة التي كان من لأولى استخدامها فيما ينفع وفيما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة بدل من تضليل العقول بهذه الخرافات وكان الواجب التثبت من الأخبار والشائعات عند انتشارها في المجتمع وعدم ترديد الإشاعة وعدم الخوض مع الخائضين وذلك لأن ترديدها هو انتشار لها ومساهمة في ترويجها من حيث لا ندري وفي ذلك مساعدة المغرضين بغير قصد وان ترديد الإشاعة هو أشد إفكا وإثما من الكذب، والمعلوم أن الكلام السيئ كالنار فانه يزداد بالانتقال والانتشار، فان الإشاعة تروج وتكبر إذا وجدت ألسنة وشفاه ترددها، وآذان تصغي إليها، ونفوس مريضة حاقدة تتقبلها وتصدقها.
ولعل أبلغ شاهد قوله تعالى(( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))[/ALIGN]
[COLOR=blue]نايف سعد الدابسي
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]