[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]كوميديا .. لا يتشرفُ بها الفن ![/COLOR]
ليس هناك فكرة رديئة المحتوى ، و سيئة في المضمون أكثرُ من نقد المُتدينين في شتى البرامج ..
و لم تكن برامج ثقافية أم شرعية - مثلاً - كي تستقم مثل هذه الأفكار على النمط الحواري البحت ، بل ما هو
أشد من ذلك حصراً .. إنها : برامج الهُزال الساخر الذي يُقدم كل أصحاب اللحى بطرق تمثيلية و تقليدية بلهاء !
أفكرُ ملياً .. في هذه النمطية التي تُعرف بالكوميديا طيلة رمضان ، و الحديث ليس عن هذا الشهر الفضيل ، هذا الضيف
الذي "نتهربُ" منه بالإجازات و النوم كلما طرق بابنا ! ، و كأنه "بعبع" يسترق منا لذة شهواتنا في المأكل والمشرب
و غيرها من الشهوات .. لكنما أتحدث عن "المادة" الفنية الخاصة بكل برنامج هزيل ، يعتمد في حلقاته الدائمة في
شهر الطاعة ، للسخرية من أرباب "الطاعات" أنفسهم ..
أتسائل زهاء لحظة عابرة كلما لمحت عيناي أحد مُمثلي هذا الوطن ، حينما يسخرُ من فئة هم من ذات النسيج الإجتماعي
الذي يشمل المُلتزم و من هم أقل في إلتزامهم الديني كحال كل البشر على هذه الأرض :
ألم تملّ عزيزي - المُمثل - و نحنُ نراك بهذا التقديم الفني المكرور عاماً بعد الآخر ؟ ، و هل تركت كل قضايا المُجتمع
من فقر و بطالة و فساداً إدارياً ومالياً و جرائم قتل و إدمان وعمالة سائبة من أجل مادة فنية بهذا : الرخص ؟!
كوني مُتابع نهم للأفلام العربية أو الوثائقية الغربية منها أو العربية .. فإني أسأل مثل هذا التساؤل الضمني عن الفن
الخليجي - و السعودي - تحديداً ، كلما أنتج لنا مثل هذه المواد التقليدية الرخيصة على حساب وقتنا الرمضاني : الغالي !
أسألُ عن الفكر - الدوني - الذي كتبَ هذا السيناريو "الفارغ" في شكل كوميدي غث ..
عن الدراما الفنية التي تعملُ جاهدة ما قبل رمضان ، كي تُقدم للناس عملاً فنياً .. و كأنه مصنوع في " مزبلة !
أنا لم أصل بعد للحديث عن نساء التمثيل في الخليج .. اللواتي يعتكفن في صالونات التجميل من أجل "براطم" بالونية
أو أنوف مُدببة أو أجساداً مُترهلة في إستعراض درامي : عفن !
أنا أتحدثُ عن "الخواء" الذي جعل من أدوات الفن التمثيلي بإعتباره رسالة أصيلة .. و كيف تحولت إلى فنُون : سافلة !
إلى مُجرد "عبث" ينخرُ في صميم هذه النمط الفني المُتعرج بالقدر الذي كرهتُ فيه كل هذه الأعمال المُتشابهة في التكرار
و "الملل" الباعث على إستجلاب وقت كئيب .. في شهر روحاني : عبق !
فالأمر ، لم يعد مُجرد ذوق ، على إعتبار أن ما تُحب مُشاهدته ، لا أحبه أنا على سبيل المثال ..
بل وصل إلى حالة مُزرية تستدعي الضحك و السُخرية ليس مما يُقدم .. بل عليه !
عذراً يا سادة :
الفن شيء ..
وما نراه .. الفن : لا يتشرف به ![/ALIGN]
[COLOR=blue]كاتب سعودي / وليد آل مساعد
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]