ما لم تكن تعيش تحت إحدى الصخور؛ فمن المُرجح أنك قد استيقظت اليوم على كثير جداً من الأخبار والتعليقات بشأن قرار المُصوتين بالمملكة المُتحدة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ولكن على أي حال؛ ما هي المملكة المُتحدة أصلاً؟
يبدو أن حرفي “الباء والراء” اللذين بدأ بهما مُصطلح “بركست” قد خلق بعض الحيرة بالنسبة لمن يودعون الآن الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع المُتابعين لمجريات الأمور بحسن نيّة إلى ترديد بعض المفاهيم الخاطئة عند إشارتهم إلى لاعبي الدراما السياسية.
وعلى الرغم من أن فهم ديناميات الجغرافية السياسية المعقدة قد يُعتبر صعباً بعض الشيء؛ إلا أنه لا يوجد عذرٌ يبرر عدم تسمية الدول بأسمائها الصحيحة.
موقع مجلة Smithsonian قدّم عرضاً سريعاً بإمكانه مُساعدتك على تسمية الدول بأسمائها الصحيحة عندما يتعلق الأمر بالمملكة المُتحدة.
أولاً دعونا نتحدث بلغة الجغرافيا!
يأتي جزءٌ من الارتباك في المفاهيم من حقيقة موقع المملكة المُتحدة المتمثل في جزيرة مُنفردة بنفسها، تلك الجزيرة التي تُعد جزءاً من مجموعة أكبر من الجزر. وبمصطلحات الجغرافيا الصارمة، فإن بريطانيا العظمى (التي تُعرف أيضاً باسم بريطانيا) هي جزيرة تقع بين بحر الشمال وبحر المانش، تلك المنطقة التي يفصل بينها والقارة الأوروبية في أقرب نقطة حوالي 20 ميلاً، كما أن بريطانيا العظمى هي أيضاً جزءٌ من الجزر البريطانية، والبالغ عددها 600 جزيرة بما فيها أيرلندا غرباً فضلاً عن جزرٍ أصغر حجماً مثل أنجليسي وسكاي.
فماذا عن الدول؟
كي نبدأ؛ علينا القول بأن هُناك المملكة المُتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، إنها “المملكة المُتحدة” وهي دولة ذات سيادة تتكون من أربعة دول مُنفردة؛ (إنجلترا، أسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية).
وبداخل المملكة المُتحدة هُناك برلمان ذو سيادة، ولكن في كل دولة مٌنفردة هُناك أيضاً حكم ذاتي إلى حد ما؛ حيث ترجع برلمانات أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية إلى برلمان المملكة المُتحدة في “مسائل محددة” للتعامل مع قضايا مثل السياسة الخارجية وعضوية الاتحاد الأوروبي، ولكنها تحتفظ بسلطتها لتولي “مسائل أوكلت إليها” مثل التعليم والإسكان.
وعلى الرغم من وحدة تلك الدول المُنفردة وترابطها تحت مظلة تاج المملكة، فإن كلاً منها يحتفظ بهويته المحلية وحتى لغته الخاصة (مثلما هو الحال في ويلز المُتحدثة باللغة الويلزية، على الرغم من أن اللغة الرسمية بالمملكة المُتحدة ككل هي الإنجليزية).
ومنذ تحول إيرلندا إلى النظام الجمهوري في عام 1940، فإن الجمهورية الأيرلندية (التي تتشارك الحدود مع أيرلندا الشمالية) تُدار كدولة ذات سيادة على أراضيها. وعلى الرغم من قربها المكاني من المملكة المُتحدة، فإن الجمهورية الأيرلندية لديها علاقاتها الدبلوماسية المستقلة وهي عضوٌ في الأمم المُتحدة والاتحاد الأوروبي، والمُنظمات الدُوَلية أُخرى.
دول أخرى خارج الجزر
كلمة “بريطاني” مُربكة في حد ذاتها؛ فبإمكانها الإشارة إلى أشياء تتعلق بالمملكة المُتحدة، أو بريطانيا العظمى أو الإمبراطورية البريطانية سابقاً. وعلى الرغم من أن تلك الإمبراطورية ظلت طويلاُ أكثر القوى الاستعمارية ضخامة، تضاءل نطاقها لاحقاً، لكن المملكة المتحدة لا تزال تحتفظ بالقليل من مُستعمراتها المتبقية حول العالم، والتي يُشار إليها باعتبارها “أراضي خاضعة للحكم البريطاني”، ولا تزال تلك الأراضي تحت حكم المملكة على الرغم من تمتع بعضها بالحكم الذاتي.
وتلك الأراضي هي:
· أنغيلا
· برمودا
· إقليم أنتاركتيكا البريطاني
· إقليم المحيط البريطاني الهندي
· جزر فيرجن البريطانية
· جزر كايمان
· جزر فوكلاند
· جبل طارق
· مونتسيرات
· جزيرة بيتكيرن
· سانت هيلانة
· أراضٍ تابعة لسانت هيلانة
· جورجيا الجنوبية وجزر الجنوب
· جزر تركس وكايكوس
وعلى جانب آخر؛ تحتفظ ثلاث جزر بين الجزر البريطانية بوضع خاص يُدعى “التبعية للتاج”، فعلى الرغم من مسؤولية المملكة المُتحدة عنها من الناحية الفنية، تدار تلك الجزر عن طريق حكمٍ ذاتي مُستقل. وبدلاً من حيازة علاقة مع المملكة المُتحدة، فإن تلك الجزر الثلاثة على علاقة بـ”التاج” أو الأسرة المالكة؛ وهي:
· جزيرة بيليفية جيرزي
· جزيرة غيرنسي
· جزيرة آيل أوف مان
دول الكومنولث
ومن ناحية أخرى؛ فإن هُناك دول الكومنولث، وهي بلدان تقبل التاج الملكي وولي العهد والملكة إليزابيث باعتبارهم الحكام الدستوريين، وبالنسبة للدول الأعضاء في الكومنولث، فإن كل دولة تحكم نفسها بنفسها، وتتخذ قراراتها وتُرسي سياستها الخارجية، ولكنها تحتفظ بروابط مع المملكة المُتحدة، ومع بعضها البعض، وذلك يُبسط العلاقات الدبلوماسية، ويُعزز التواصل المُجتمعي بين الدول التي طالما كانت جزءاً من إمبراطورية بريطانيا الهائلة.
وتلك الدول هي:
· أنتيغوا وبربودا
· أستراليا
· جزر الباهاما
· بربادوس
· بليز
· كندا
· غرينادا
· جامايكا
· نيوزيلاندا
· بابوا غينيا الجديدة
· سانت كيتس ونيفيس
· سانت لوسيا
· سانت فنسنت وجزر غرينادين
· جزر سليمان
· توفالو
ومن الناحية التقنية؛ فإن المملكة المُتحدة في حد ذاتها تُعتبر جزءاً من الكومنولث.
الآن لا يوجد عذر للإشارة إلى بريطانيا عند الحديث عن “بريكست” أو عند الحديث عن دولة من دول الكومنولث مثل كندا إثر خروج المملكة المُتحدة من الاتحاد الأوروبي.
حين تتحدث عن هذا الموضوع من الآن فصاعداً انتبه إلى خطأ آخر -سقطت فيها محطة Fox News الأميركية في تقرير لها يوم الجمعة- فلا تُطلق على “الاتحاد الأوربي EU” اسم “الأمم المُتحدة UN”. وجب قول ذلك لأن المملكة المُتحدة لم تعلن عن أي نيّة لإنهاء عضويتها بالأمم المُتحدة.